صراع الصدارة

أكدت الجولة الثامنة من دوري عبداللطيف جميل استمرار المنافسة على الصدارة بين عملاقي العاصمة (النصر والهلال) وهي منافسة قد تتواصل حتى نهاية الدوري وإن كانت مواجهتهما في الجولة العاشرة قد تحدد كثيراً من ملامح الصدارة لو على الصعيد المعنوي.. ـ النصر تمسك بالصدارة للجولة الثالثة على التوالي في تأكيد من هذا الفريق الكبير أنه هذا الموسم مختلف تماماً وأن العمل المكثف الذي تم على مدار سنوات بدأ يؤتي بثماره إذ بات الفريق يملك دكة بدلاء متميزة للغاية..غاب 4 نجوم أساسيين فحضر البدلاء وقدموا مستوى متميزاً للغاية لم يشعر المشاهد بأن النصر يفتقد لعنصر واحد وليس أربعة.. ـ الاستقرار الفني باستمرار المدرب كارينيو له دور كبير في ذلك فالمدرب بات ملماً بقدرات كل لاعبيه والمراكز التي يستطيعون العطاء فيها دون أي خلال بالأداء الجماعي للفريق وهذا يسمى بالتوظيف الأمثل.. ـ من يتابع أداء النصر يشعر بأن الفريق يلعب بنظام الكؤوس.. يبحث عن الفوز في المباراة ثم يطوي الصفحة فاتحاً ملف المباراة المقبلة ونقاطها الثلاث للاستمرار في الصدارة وهو أسلوب إيجابي لمن يريد البقاء في الصدارة والمنافسة على اللقب دون النظر لنتائج الفرق الأخرى.. ـ الملاحظة الوحيدة على النصر هو تعمد (بعض) لاعبيه نيل البطاقات الملونة بغرض التوقف عن مباراة أخرى يراها النصراويون سهلة وهذا قد يخلق نوعاً من التعالي لدى لاعبي الفريق.. في مباراة الفتح تعمد عمر هوساوي نيل البطاقة الصفراء الثالثة ليغيب عن لقاء الفيصلي.. بينما شايع شراحيلي تعمد أمام الفيصلي نيل البطاقة الثالثة ليغيب عن لقاء الاتفاق وفي هذا تقليل من النصراويين لأهمية وقوة الفريق الاتفاقي.. ـ تعمد هوساوي وشراحيلي نيل البطاقتين الغرض منه التواجد في لقاء الجار (الهلال)..لا أعلم متى نزرع في محترفينا القدرة على عدم نيل البطاقات الملونة بدلاً من حثهم على نيلها، إلى جانب أن غياب العناصر الأساسية لأي فريق قد يهز من تجانسه ويضر بالأداء الفني للفريق... ـ أما الهلال المطارد للنصر على صدارة الدوري فضرب الشباك الشبابية بقوة وفي تصوري أن الهلاليين اكتفوا بأربعة أهداف كانت قابلة للزيادة.. ـ الهلال قوي جداً في وسط الملعب وأسلوبه الهجومي لا يعتمد على المهاجمين بقدر ما يجيد الفريق تطبيق منهجية (القادمون من الخلف) إذ أن لاعبي الوسط الهلالي (المهاجمين) هم القوة الحقيقية في الهلال ومن يريد كسب الهلال عليه إيقاف تقدم سالم الدوسري والعابد ونيفيز.. ـ ورغم القوة الضاربة للهلال في الخطوط الأمامية إلا أن الفريق ما زال يعاني من ضعف وهشاشة في عمقه الدفاعي لدرجة أن الفريق نادراً ما يخرج من مباراة دون أن تستقبل شباكه هدفاً حتى لو كان متقدماً برباعية.. ـ إصلاح الخلل في عمق الدفاع الهلالي يعد مطلباً ضرورياً للاستمرار في المنافسة على الصدارة إذ ليس في كل مباراة قد يضرب الهلال بقوة وقد تأتي مباريات يعاني منها الهلال في خطوطه الخلفية.. ـ ما حدث في النصر بخصوص (تعمد) نيل البطاقات الصفراء حدث في الهلال أيضاً عندما (تعمد) عادل هرماش نيل البطاقة الصفراء الثالثة ليغيب عن لقاء نجران ويعود أمام المنافس النصر، لماذا لا يحاول هرماش (وهو اللاعب المحترف) عدم نيل البطاقات الملونة بدلاً من تعمد نيلها؟.. ـ فوز النصر على الاتفاق والهلال على نجران في الجولة المقبلة يبقي أمور السباق على الصدارة كما هي ويعني أن الحديث عن لقاء العملاقين سيكون هو الحاضر خلال فترة التوقف ولا أبالغ إذا قلت إنه سيسرق الأضواء من لقاء السعودية والعراق.