2013-11-03 | 08:29 مقالات

الأحزان تجمعنا

مشاركة الخبر      

توفي شقيق النجم صالح النعيمة فسارع النصراويون قبل الهلاليين للمشاركة في التشييع وأداء واجب العزاء. ـ وتوفي فؤاد شقيق النجم ماجد عبدالله فسارع الهلاليون قبل النصراويين للمشاركة في التشييع وأداء واجب العزاء. ـ اختلط منزل النعيمة بالنصراويين والهلاليين بل من كل الأندية والأمر ذاته حدث في منزل ماجد عبدالله. ـ لم أستغرب ما حدث في المناسبتين والمنزلين لأنني أعرف حقيقة الترابط بين كل المنتمين للوسط الرياضي لكن ما يحزنني فعلاً هو لماذا ننتظر لحظات الحزن والمصائب حتى نرى الرياضيين ملتفين حول بعضهم يخففون حجم المصائب. ـ لماذا لا نعيش دوماً (فرح وترح) في هذه الأجواء الحميمية الجميلة البعيدة كل البعد عن التعصب والانتماء. ـ لماذا لا نتنافس في الملعب ونلتقي في المنازل والمجالس والاستراحات (ليس فقط في العزاء والفرح) إخوة نتحاور دون إساءة أو تغريدات جارحة. ـ الرياضة جميلة.. وتنافسها أجمل.. وتنافسها الشريف دون إساءة أكثر جمالاً.. يفرح الجمهور لفوز فريقهم ويفرح أيضاً لخسارة منافسهم طالما الأمر تنافسي دون أن يكون في الفرح بالفوز مبالغة أو بخسارة المنافس إساءة وتجريح. ـ كثيراً ما حاول النعيمة منع ماجد من التسجيل وكثيراً ما سعى ماجد لاجتياز صالح نحو مرمى الهلال وكان التنافس بينهما شديداً للغاية لكنه داخل المستطيل الأخضر بينما علاقتهما خارج المعلب متميزة للغاية حتى لو تبادلا التصريحات الإعلامية قبل أو بعد المباريات لكنها تصريحات تحفيزية تتعلق فقط بالمباريات وتنتهي بنهايتها. ـ حتى جماهير الأمس (البعيد) كانوا أكثر روعة وجمالاً وكانوا يتنافسون في تشجيع فريقيهما خلال دقائق المباراة ثم يلتقون مباشرة بعد النهاية يتناقشون بود ومحبة عن المباراة. ـ اليوم بات الوضع مختلفاً للغاية على صعيد الجماهير، أما على مستوى اللاعبين ففي تصوري أن العلاقة مازالت متميزة جداً. ـ التوتر اليوم بات بين الجماهير (وبكل أسف بعض الإعلاميين) وهو ما قذف بشرف التنافس بعيداً حتى باتت الساحة مسرحاً لألفاظ بذيئة يخجل المرء أن ينطقها أو يكتبها. ـ نحن مقبلون على لقاء يجمع الهلال بالنصر ونبحث عن تنافس جميل وقوي بين الفريقين إعلامياً وجماهيرياً لكن دون خروج عن الروح الرياضية وتحديداً عبر الإعلام أو قنوات التواصل الاجتماعي.. ـ أتمنى أن يكون التنافس فقط على أرض الملعب وخلال دقائق المباراة وبعد ذلك يتفرغ الجمهور والإعلام للحديث (الرياضي) عن المباراة دون أن يهبط أي طرف بمستوى الحوار. ـ أتمنى أن ينزل الفريقان بشكل مختلط (لاعب من كل فريق خلف الثاني) ويأخذ الفريقان صورة جماعية من شأنها أن تخفف كثيراً من حدة الاحتقان في المدرجات. ـ نريد أن يعود لنا التنافس الرياضي الشريف السابق بين عملاقي العاصمة.. وأن يرتقي الإعلام والجمهور بعيداً عن تعصب لا فائدة منه.. فهل يتحقق ذلك؟ ـ لعلني هنا أختتم المقالة بموقف حدث لي في أحد الأسواق التجارية عندما استوقفني شخص لا أعرفه (ربما في منتصف الثلاثينات من عمره) وبعد السلام والترحيب قال بالحرف الواحد (لماذا تنتقد الأطروحات الإعلامية المثيرة؟ يا أخي حنا مستمتعين بهذه الإثارة دعهم يثيرون الحوار)، فأجبته دون تردد بقولي (لو أتيحت لك الفرصة أن تظهر في هذه البرامج أو منحت لك مساحة في الصحافة هل ستقول أو ستكتب ما يطرحه البعض؟) فقال دون تردد (مستحيل لأنني أخجل أن أقول ما يقولونه) واصلت حديثي معه بقولي (أنت تستمتع بهم لأنهم قد يعبرون عما بداخلك من آراء وأفكار متعصبة لا تشعر بأن أخلاقياتك تسمح بقولها) فقال نعم هذه هي الحقيقة.