2013-10-30 | 07:15 مقالات

فسخ عقد كميخ

مشاركة الخبر      

أحرص كثيراً عندما أكتب مقالتي أن لايكون موعد الكتابة بعد وقوع الحدث مباشرة (أياً كان ذلك الحدث) خشية أن أنجرف خلف العاطفة سواءً داعماً لموقف أو متخذاً موقفاً سلبياً ضده، وبالتالي أفضل أن أتريث لعدة أيام حتى يكون ما أطرحه نابعاً من تقييم عميق للأمور. ـ قرار إدارة النادي الفيصلي الأردني بفسخ تعاقدها مع المدرب القدير علي كميخ لم يكن بالنسبة لي مفاجأة فقد سبق وتحفظت في هذه المساحة على قبول كميخ لمهمة تدريب الفيصلي واليوم أخشى أن يؤثر رحيل على كميخ عن تدريب الفيصلي على مساره التدريبي مستقبلاً. ـ قلت سابقاً وأجدد القول اليوم إنني عندما أبديت رأيي حول تعاقد علي كميخ مع الفيصلي لم أقله تقليلاً من الكفاءة الفنية لعلي كميخ الذي أثق تماماً بكفاءته وقدراته الفنية إنما بنيت وجهة نظري على أمور أخرى. ـ فريق الفيصلي الأردني فريق جماهيري وإعلامي كبير وأي مدرب يقوده تدريبياً سيكون تحت ضغط إعلامي شديد فإن خسر الفريق فالضحية المدرب وإن كسب فالجماهير ترى أن الفريق مؤهل بنجومه أن يكسب دون أي تقدير للمدرب. ـ أمر آخر دفعني لتبني فكرة عدم استمرار علي كميخ مدرباً للفيصلي لفترة طويلة وهو أنه ذهب لدوري كرة قدم مختلف تماماً عن الكرة التي نمارسها في منطقة الخليج سواء على صعيد المواهب والمهارات أو سرعة نقل الكرة أو حتى الجوانب المالية، وبالتالي أجواء العمل (الفنية) التي سيجدها على كميخ لن تكون ذاتها التي عمل فيها في السعودية. ـ أتمنى للصديق علي كميخ التوفيق وكلي ثقة بأن فسخ عقده ليس نهاية المطاف فهو يؤمن بأن هذا هو مصير أي مدرب كرة قدم في العالم وإنه قادر على العودة مدرباً متميزاً مع فريق آخر هنا في السعودية أو في منطقة الخليج. ـ ولكي يواصل علي كميخ مشواره التدريبي (وهو ما أثق فيه تماماً لمعرفتي بشخصيته) فعليه أن يجلس لفترة قصيرة مقيماً لتجربته مع الفيصلي متلمساً (سلبياتها) من أجل تلافيها و(إيجابياتها) من أجل تفعيلها. ـ اليوم بات علي كميخ مدرباً محترفاً التدريب هو مصدر رزقه الأساسي ولا بد أن يحسب جيداً كل خطوة تدريبية يقدم عليها لأن أي خطوة (متسرعة) قد تأتي بنتائج سلبية وهذه النتائج السلبية من شأنها أن (تهز) وتؤثر على السيرة الذاتية للمدرب وبالتالي تراجع أسهمه. ـ لا أملك الخبرة الفنية التي تجعلني في موقع أنصح فيه من هو أجدر وأقدر مني في هذا المجال لكنني متأكد بأن أصدقاء علي كميخ (من المدربين) كثر وأغلبهم يملك من الخبرة الكثير ولن يترددوا في تقديم نصائحهم لزميلهم وصديقهم علي كميخ ليعود أكثر قوة وإبداعاً في مجال التدريب إذ إن نجاحه يعد نجاحاً لكل المدربين السعوديين. ـ صعود السلم يكون بالتدريج ومن يقفز لدرجات أعلى يكون عرضة لسقوط مريع والتدريب يحتاج لذات الرؤية ولابد من التدرج في تدريب الفرق وتحديداً عندما يكون التدريب خارج الحدود. ـ من وجهة نظر شخصية إن الطريقة المثلى لأي مدرب سعودي يبحث عن النجاح خارجياً هو أن يبدأ مع فريق غير جماهيري ولا إعلامي، وإذا كان ذلك المدرب يملك القدرة والكفاءة والأدوات التدريبية فإنه قادر على فرض اسمه من خلال إبراز ذلك الفريق وهنا يكون قد دخل (بقوة) و(بثقة) و(بإنجازات) إلى مرحلة تدريبية أعلى أي أنه بدأ يصعد تدريب المجد التدريبي...كل التوفيق لعلي كميخ في خطوته المقبلة.