2013-10-29 | 08:24 مقالات

محترفون وبطاقات مجانية

مشاركة الخبر      

يعتقد البعض أن الاحتراف مجرد انتظام تدريبي ومرتب شهري بينما هو أبعد من ذلك بكثير وتحديداً على صعيد شخصية اللاعب. ـ المحترف الحقيقي هو من يجيد أداء مهنة الاحتراف ويفهم أن أي خلل في أدائه لهذه المهنة يضر بمستقبله المهني بشرط أن يكون صاحب العمل (النادي) يطبق بشدة مبدأ الثواب والعقاب من خلال منح الحقوق دون تأخير وفرض العقوبات عندما يخرج المحترف عن الطريق. ـ لن أتحدث عن الحياة الخاصة للمحترف على اعتبار أنها شأن خاص وإن كان انضباطه في حياته الخاصة من عدمه يشكل جزءًا هاماً من نجاح مشواره الاحترافي أو فشله. ـ سأتحدث عن بعض الأمور التي تصدر أحياناً من بعض المحترفين داخل الملعب فتضر بالمحترف نفسه وبالفريق الذي يلعب له وتعكس لنا (كمشاهدين) قصور الفكر الاحترافي لدى ذلك المحترف. ـ ما أعنيه تحديداً هو (سهولة) حصول كثير من المحترفين السعوديين على البطاقات الملونة دون داع وتحديداً نتيجة تفرغهم لممارسات تبعدهم عن دورهم الرئيس وهو الأداء الفني فقط. ـ في أوروبا قد لايحتسب الحكم ركلة جزاء أو لايوفق في قرار تحكيمي ومع ذلك تجد اللاعبين يجرون (خلف الكرة) متجاهلين تماماً قرار الحكم حتى لو كان خاطئاً..أي أنهم يتفرغون للعب الكرة وهو عملهم الرئيس. ـ هنا الأمر مختلف تماماً، فعند أي قرار (ولو كان بسيطاً للغاية) لم يوفق الحكم في احتسابه تجد اللاعبين وقد تركوا اللعب وراحوا (يلاحقون الحكم بدلاً من الكرة) معبرين عن احتجاجهم، وهنا بالطبع يكون القرار بطاقة صفراء وربما يتواصل الاحتجاج فيتحول لون البطاقة إلى حمراء يخسر بها الفريق خدمات أحد لاعبيه ويخسر ذلك اللاعب مبلغاً مالياً. ـ قد نجد عذراً للاعب اضطر للمس الكرة بيده منعاً لولوجها هدفاً محققاً في شباك فريقه، أو أن يتعمد الإمساك بلاعب الفريق المنافس لأنه في حال انفراد تام بالمرمى. ـ لكن ما لا أجد له عذراً هو (تهور) بعض (المحترفين) وحصولهم على بطاقات تحرج فرقهم وتعكس عدم فهمهم الحقيقي للاحتراف. ـ دعوني أضرب أمثلة حدثت في الجولة السابعة من دوري عبداللطيف جميل وهي أمثلة لكثير من حالات مشابهة تحدث في كل الفرق. ـ المثل الأول لحارس مرمى النادي الأهلي عبدالله المعيوف الذي تلقى البطاقة الحمراء عند الدقيقة 87 من مباراة فريقه أمام الشعلة وحينها كان الأهلي متقدماً بخمسة أهداف لهدف واحد. ـ تصوروا لم يتبق سوى 3 دقائق على الوقت الأصلي للمباراة والأهلي يتقدم بفارق 4 أهداف ومع ذلك وبكل (تهور) يتعمد المعيوف لمس الكرة بيده خارج منطقة الجزاء، لم يكن هناك ما يدفع المعيوف ليتصرف ذلك التصرف، قد نقبل تصرف المعيوف لو كانت النتيجة خلاف ما كانت عليه.كأن ينقذ الأهلي من هدف تعادل أو تقدم للشعلة. ـ مثال آخر في مباراة النصر والفتح..قائد النصر حسين عبدالغني ينال البطاقة الصفراء الثانية (المستحقة) عندما أعاق مهاجم الفتح (المنفرد) حمدان الحمدان، وهذا تصرف يحسب لعبدالغني إذ إن إيقافه للحمدان منع الفتح من تسجيل هدف محقق، لكن التصرف المرفوض من عبدالغني كان حصوله على البطاقة الصفراء الأولى التي أرى أنها كانت (مجانية) ولم يكن هناك أي داع لها من لاعب محترف يملك الخبرة الكافية ويلبس شارة القيادة. ـ لم يكن هناك أي مبرر لانفعال عبدالغني مع مدافع فريق الفتح حتى لو افترضنا أن مدافع الفتح تعمد استفزازه. المحترف والقائد الحقيقي هو من يتمالك أعصابه في مثل هذه المواقف..البطاقة الصفراء (المجانية) الأولى لحسين عبدالغني كانت نتيجتها بطاقة صفراء ثانية ومغادرة الملعب. ـ المثال الثالث والأخير حدث في ذات المباراة (النصر والفتح)، فقد كان لدى مدافع الفتح مشعل السعيد بطاقة صفراء وارتكب خطأ ضد خالد الغامدي و(نجا) من البطاقة الصفراء الثانية، لكنه بكل رعونة وتهور لم يستفد من ذلك وراح يتصرف بكل تهور ودون أي داع مع مهاجم النصر حسن الراهب لينال البطاقة الصفراء الثانية ويغادر الملعب مطروداً في وقت كان فريقه يتخلف بهدف وبحاجة لخدمة كل لاعب. ـ أيضاً أمر آخر لا أجد له مبرراً ولا أوافق الأندية عليه، وهو الإيعاز لبعض اللاعبين بنيل البطاقة الثالثة والإيقاف المباراة المقبلة على اعتبار أنها سهلة. ـ لماذا لاتحاول الأندية بناء فكر وثقافة (تجنب) الحصول على البطاقات الملونة بدلاً من (تعمد) الحصول عليها؟