2013-10-26 | 07:49 مقالات

كرة القدم والمخدرات

مشاركة الخبر      

ـ يقول اللاعب (أورو) مدافع منتخب البرازيل للناشئين المشارك حالياً في نهائيات كأس العالم المقامة في الإمارات (كرة القدم أنقذتني من براثن الفقر والجريمة).

ـ ويقول أورو(الذي ينحدر من عائلة تسكن في أحد أفقر أحياء ساوباولو البرازيلية) لولا كرة القدم لكنت الآن فقيراً يدفعني فقري لأكون من المجرمين أو المدمنين على تعاطي المخدرات.

ـ هذا وجه جميل للغاية تبرزه كرة القدم لمن أراد أن يعرف أنها ليست مجرد (جلد منفوخ) يتبادل اللاعبون قذفه بأقدامهم.

ـ يؤسفني أن أقول إن من ينظر للكرة على أنها مجرد(جلد منفوخ) إنه محدود الرؤية غير قادر على فهم رسالة هذه اللعبة الشعبية التي لولا أنها أكبر من (جلد منفوخ) لما كانت اللعبة الشعبية الأولى في العالم.

ـ الفقر والعوز كاد أن يبقي (أورو) وغيره كثير من لاعبي العالم في الشوارع هرباً من أن يكونوا عالة على أسرهم الفقيرة ومن ذلك الوجود في الشوارع تتسرب (عصابات) توظف أطفال الشوارع في سلوكيات منحرفة كالسرقة وغيرها من أنواع الجريمة ثم يتطور الأمر حتى انحراف خلقي كتعاطي المخدرات وغيرها.

ـ لكن كرة القدم (ولمن يفهمها بشكل إيجابي) تعطي الدروس وتلتقط الأطفال من الفقر والجريمة إلى الثراء والانضباط، ولعل الأمثلة حية في كل دول العالم وتحديداً في البرازيل.

ـ أكثر من لاعب في منتخب البرازيل للناشئين المشارك حالياً في الإمارات بات تحت منظار وكلاء اللاعبين أملاً في توقيع عقود احتراف معهم بالتأكيد ستكون بالملايين، ولعل أبرزهم اللاعب (ادواردو) الذي تتحدث الأنباء بأنه بصدد التوقيع لأرسنال الإنجليزي نظير 4 ملايين جنيه استرليني بينما وضع نادي ريال مدريد المهاجم الشاب (ناثان) تحت المجهر أملاً في كسب توقيعه.

ـ أما الصفقة الأبرز التي تأتي من داخل مونديال الناشئين فهو عرض توتنهام الانجليزي لنادي دينامو الكرواتي لضم قائد منتخب الناشئين الكرواتي (الين خليلوفيتش) نظير 20 مليون يورو مع مرتب سنوي يبلغ مليون ونصف المليون يورو، تصوروا أن هذا العرض للاعب يبلغ من العمر 17 عاماً.

ـ العروض المغرية لهؤلاء اللاعبين الشبان تأتي من منطلقين رئيسيين إما الاستفادة الفنية منهم أو الاستثمار في بيع عقودهم مستقبلاً، ولعل ما حدث مع كثير من نجوم إفريقيا الشبان في سنوات مضت مثال حي على (إيجابية) كرة القدم في (إنقاذ) أسر بأكملها من الفقر وأبناء تلك الأسر من الانحراف.

ـ قرى بأكملها في إفريقيا أنقذتها كرة القدم من الفقر عبر شبان صغار احترفوا في أوروبا وباتوا يعينون أسرهم وأسر كل القرية.

ـ هل رأيتم كم هي كرة القدم مهنة مربحة لمن يفهمها بشكلها الصحيح ويتعامل معها بالشكل الإيجابي؟

ـ لكنها (أي كرة القدم) ومثلما تنقذ الشبان من الجريمة والمخدرات فإنها قد ترميهم في براثنها متى كسبوا الملايين ولم يتعاملوا معها بالفكر الناضج أو لم يوظفوها التوظيف الإيجابي الأمثل.