2013-10-15 | 07:06 مقالات

ما بعد الانسحاب

مشاركة الخبر      

في مقالتي ليوم الأربعاء الماضي تمنيت وطالبت بألا تقام النسخة المقبلة من دورة كأس الخليج في العراق طالما أن الأوضاع الأمنية هناك مازالت متردية وأن حظر الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) ما زال سارياً بل طالبت أن يبقى قرار عدم استضافة العراق للدورة مستمراً حتى يرفع الاتحاد الدولي لكرة القدم الحظر عن الملاعب العراقية. ـ لسنا (في الخليج) ضد العراق ولا يمكن أن نكون كذلك ولو أن بقية دول الخليج لا ترغب في وجود المنتخب العراقي لما تمت الموافقة أساساً على انضمامه للدورة منذ الدورة الرابعة في عام 1976 م. ـ قرار نقل النسخة الماضية والمقبلة من الملاعب العراقية لا يجب أن يفهمه الإخوة العراقيون على أنه موجه ضدهم بل هو قرار من أجلهم فالأوضاع الأمنية الحالية غير مطمئنة ولو استضافت العراق البطولة وحدث (لا سمح الله) أي خرق أمني تضرر منه أي منتخب خليجي أو وفد إعلامي أو جماهير خليجية فإن الأمور ستزداد سوءاً لهذا السبب رأى رؤساء اتحادات كرة القدم الخليجية نقل النسخة المقبلة من أجل تخفيف الضغط عن كاهل القوات الأمنية العراقية التي هي بحاجة لضبط الأمن في الوضع الحالي فكيف لو جاءت سبعة وفود خليجية مع إعلاميين وجماهير؟ ـ أتمنى أن يكون قرار الانسحاب العراقي من الدورة هو مجرد ردة فعل انفعالية لا تتحول إلى انسحاب فعلي فالحقيقة تقول إن العراق سيكون هو الخاسر الأكبر من قرار الانسحاب. ـ الدورة ستقام حضر العراق أم انسحب ولا أتصور أن انسحابه سيؤثر على مستوى الدورة (إعلامياً ـ جماهيرياً) فالمنتخب العراقي قد يكون هو الأقل تأثيراً على الدورة على الصعيدين الإعلامي والجماهيري، بينما قد يؤثر غيابه على الجانب الفني لقوة المنتخب العراقي خصوصاً أنه وصيف آخر نسخة. ـ على رؤساء الاتحادات الخليجية أن يكونوا أكثر حزماً في التعامل مع أي منتخب يقرر الانسحاب من الدورة (وليس الحديث هنا عن العراق فقط) وذلك من أجل الحفاظ على الدورة وهيبتها وشخصيتها. ـ لا بد أن يصدر عن رؤساء اتحادات الكرة الخليجية قرار بمعاقبة أي منتخب ينسحب من أي نسخة من الدورة إما بإبعاد ذلك المنتخب عن نسختين متتاليتين أو حرمانه من استضافة الدورة لفترة واحدة. ـ جميل جداً أن نعيش كخليجيين في مودة ومحبة وأجواء حميمية لكن لا يجب أن نبالغ في ذلك لدرجة أنها تكون سبباً في غياب الضوابط والعقوبات التي من شأنها الحفاظ على هيبة الدورة وسمعتها. ـ بطولات الأمم في أوروبا وأفريقيا وآسيا فرضت نفسها وحضورها وهيبتها نظير تقيدها بأجندة ثابتة وكذلك للعقوبات المغلظة ضد من يخرج عن خط البطولات سواء بسوء السلوك أو الانسحاب. ـ أختتم المقالة بأمنية أن يتفهم الإخوة في العراق بأن قرار نقل النسخة المقبلة من البصرة إلى جدة إنما هو من أجل العراق وليس ضده وأن يعدلوا عن قرار الانسحاب لأنه في النهاية يضرهم ولا يؤثر على الدورة إطلاقاً.