2013-10-09 | 08:25 مقالات

الأمن يأتي أولاً

مشاركة الخبر      

تشهد البحرين اليوم اجتماعاً هاماً قد يصدر عنه القرار الحاسم بشأن مكان إقامة النسخة 22 من دورة كأس الخليج نهاية عام 2014م فإما إقامتها في البصرة العراقية أو جدة السعودية. ـ تصوروا نحن على بعد عام تقريباً من موعد الدورة وحتى هذه اللحظة لم يتم حسم مكان إقامة الدورة بينما مونديال كأس العالم 2022 تم حسمه قبل عامين أي قبل 12 عاماً من موعده ومكان إقامة الألعاب الأولمبية 2020 تم حسمه بل إننا الآن نتحدث عن مكان إقامة نهائيات أمم آسيا 2019 في حين أننا غير قادرين على حسم مكان إقامة دورة كأس الخليج. ـ الدورة في نسختها رقم 20 كانت أيضاً على صفيح ساخن هل تقام في اليمن أم لا وأخيراً أقيمت دون مشاركة كاملة على صعيد نجوم بعض المنتخبات. ـ النسخة 21 تم نقلها خلال وقت قصير للغاية للبحرين بدلاً من العراق بسبب سوء الأوضاع الأمنية في العراق. ـ ومنذ نهاية الدورة التي أقيمت في البحرين والمداولات مستمرة بشأن إقامة النسخة 22 في العراق من عدمه وحتى هذا اليوم الدورة معلقه ومجهولة المكان، وإن كان من المنتظر صدور قرار الحسم اليوم. ـ غياب الأجندة الواضحة (تاريخاً ومكاناً) لهذه الدورة أضر بها كثيراً وكانت في السابق تسجل نجاحاً أكبر لأنها كانت منتظمة تقام كل عامين بالتوالي بين دول الخليج. ـ اليوم نتحدث عن إمكانية نقل الدورة مرة أخرى من العراق بسبب الأوضاع الأمنية وفي تصوري أنه قرار صائب للغاية إذ لايمكن أن تقام منافسات رياضية وسط قلق أمني. ـ من حق العراقيين أن يجتهدوا لإقامة الدورة في البصرة من منطلق (اعتقادهم) أن إقامتها تساهم في ردع التوتر والإرهاب وانحساره وهذه قد تكون وجهة نظرهم لكن من وجهة نظر الوفود سيكون الوضع مختلفاً تماماً. ـ الأمر لايتعلق فقط بالوفود الرسمية للدورة فهذه الوفود بالتأكيد ستكون الحكومة العراقية قادرة على تأمين سلامتهم خصوصاً أنهم سيكونوا داخل مدينة رياضية متكاملة ستكون مؤمنة بشكل تام. ـ الأمر يتعلق بوفود إعلامية تود أن تتحرك بحرية وأمان وكذلك جماهير رياضية تفد من كل دول الخليج لحضور منافسات الدورة، وفي تصوري أن عائلات هذه الجماهير وحتى الإعلاميين سيكونوا في قلق بالغ وبالتالي لا أرى أنه من الممكن إقامة منافسات رياضية وسط قلق أمني. ـ الرسميون العراقيون (حتى على مستوى مجلس الوزراء) يهددون بالانسحاب من دورة كأس الخليج في حال عدم إقامتها في البصرة، وشخصياً أرى أن هناك مبالغة من الجانب العراقي فعدم إقامتها في العراق لايعني التقليل من العراق الدولة بقدر ما هو حرص على تخفيف الأحمال الأمنية على الحكومة العراقية التي هي مطالبة بالتفرغ لفرض الأمن في العراق وليست بحاجة لحمل إضافي تمثل في هذه الدورة. ـ حالياً الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) يمنع إقامة المباريات على الملاعب العراقية وهو ما دفع باللجنة المنظمة للدورة لمناقشة قرار نقل الدورة بينما العراق يرى أن إقامة الدورة سيؤكد للاتحاد الدولي استتاب الأمن وأن بإمكان العراق استضافة مباريات كرة القدم الدولية. ـ شخصياً أذهب مع الاتحاد الدولي لكرة القدم فالأمن يجب أن يأتي أولاً وليس العكس ومتى حضر الأمن وبات مستتباً فلا مانع من إقامة مباريات المنتخب العراقي في الملاعب العراقية وأولها استضافة دورة كأس الخليج أما حالياً ومن خلال متابعتنا الإخبارية نشعر جميعاً أن القلق الأمني هو المسيطر. ـ تصوروا أن العراق ظلت فترة طويلة تبحث عن ملعب تلاقي فيه المنتخب السعودي ضمن منافسات التأهل لنهائيات أمم آسيا...مرة في دبي وأخرى في الكويت وأخيراً في الأردن. ـ ننتظر من اجتماع اليوم في البحرين قراراً حاسماً بنقل النسخة المقبلة من العراق.. ليس ذلك فحسب بل تعليق مناقشة إقامة أي نسخة مقبلة من الدورة في العراق حتى يسمح الاتحاد الدولي لكرة القدم (رسمياً) بإقامة المباريات الدولية على الملاعب العراقية...ليس لأننا ضد العراق (الدولة) بل لأننا نبحث عن أمن العراق.