2013-09-25 | 18:25 مقالات

غاية وليست وسيلة

مشاركة الخبر      

 



  ـ  لن أتحدث عن موقف بعينه سواء كان هتافات عنصرية أو شتم وقذف لحكم أو تغريدات (غير مسؤولة) تصدر من (مسؤولين) فتؤجج الشارع الرياضي وتزيده احتقاناً.


ـ  سأتحدث بشكل عام عن وسط رياضي (وتحديداً في كرة القدم) يعيش تشنجاً لا أعتقد أننا وصلنا مثيله في تاريخنا الكروي، ولا أعتقد أن دول العالم مجتمعة قد وصلت إلى ما وصلنا إليه من تشنج وتعصب وتطرف. 


ـ  من يقول غير ذلك إما أنه لا يعيش واقعنا أو أنه يغض الطرف وكلاهما أسوأ من بعضهما.


ـ  نحن في مجتمع كرة القدم السعودي نعيش واقعاً صعباً وحساساً يسير بكل أسف نحو الأسوأ ما لم نواجه الحقيقة ونعترف بها ونسارع إلى علاجها قبل أن تستفحل ثم نندم في وقت لايفيد فيه الندم.


ـ  لست بمتشائم بقدر ما أعيش الواقع وأحذر من نتائجه المقبلة السيئة التي بالتأكيد سنصل إليها متى استمرارنا بحالنا بل ونسكب الكيروسين فوق نار مشتعلة فتزداد اشتعالاً.


ـ  نعم لست بمتشائم لكنني أحذر من مستقبل خطير للغاية يجعلني أقول إنني أتمنى أن نشطب كرة القدم من قاموسنا على أن نراها تتسبب في هدم لحمة شعب بل ربما تكاتف أسرة واحدة نخرها التعصب والتطرف.


ـ  صراع الأندية وألوانها والتعصب لها اقتحم البيت السعودي ومنه إلى مجتمع صغير ثم أكبر حتى يشمل المجتمع بأكمله...اليوم ربما باللسان والكلام وفي الغد القريب يمتد ليصبح باليد ومن يعلم قد يمتد في الغد غير القريب ليصبح بالسلاح حتى لو كان سلاحاً أبيضاً وهو ما لانتمنى الوصول إليه وعلينا أن نعمل لكي لانصل إليه.


ـ  المدرجات أصبحت تغلي كردة فعل لما يحدث في المجتمع الكروي من قذف وشتم وبذاءة وخروج عن الروح الرياضية.


ـ  إعلام مندفع متطرف لايعي (بعضه) المسؤولية وخطورتها، كل يبحث عن مصلحة فريقه حتى لو كانت على حساب المجتمع والوطن ولحمته. 


ـ  وسائل تواصل اجتماعي تستخدم أسوأ استخدام في بث رسائل وعبارات القذف والشتم والإساءة والتفرقة، كل بسبب أو من أجل لون هذا النادي أو ذاك. 


ـ  سيقول البعض إن التطرف والتعصب الكروي موجود في كثير من دول العالم وحتى في أوروبا المتحضرة.


ـ  لهؤلاء أقول نعم التطرف والتعصب موجود وربما أشد من تطرفنا لكنه ينتهي في الملعب والمدرجات ولايخرج خارج أسوار التنافس لأنهم ببساطة ينظرون لكرة القدم على أنها (وسيلة) للترفيه بينما نعتبرها نحن (غاية) وفرق كبير بين (الوسيلة) و(الغاية). 


 ـ  أرجوكم انبذوا التعصب وإذا كان لابد منه فمارسوه في المدرجات واتركوه هناك لاتأخذوه معكم إلى منازلكم ومدارسكم ومكاتبكم واستراحاتكم وأينما تجمعتم.


 ـ  اعشقوا أنديتكم دون إساءة للآخرين....انظروا لكرة القدم كوسيلة وليست غاية.


ـ  أناشد رؤساء الأندية والزملاء الإعلاميين بأن يجعلوا مصلحة الوطن تسمو فوق كل شيء وأن يكونوا رسل محبة وسلام لارسل تفرقة وكراهية.


ـ  ما يصدر من رؤساء الأندية والإعلاميين هو من يقود ويوجه المدرجات، فمتى كانت الكلمات الصادرة إيجابية وتنافسية بمعنى التنافس الرياضي الشريف كانت المدرجات انعكاساً جميلاً والعكس صحيح.


ـ  دعونا نجرب ولمدة شهر أو شهرين بأن نبتعد عن الإساءة والتجريح والقذف والشتم...دعونا نتنافس بشرف داخل الملعب وفي المدرجات ومن ثم نغادر لنعيش حياتنا بعيداً عن هموم كرة القدم.


ـ  لو جربنا ذلك لخفت كثيراً حدة التوتر والتطرف إلى جانب أننا سنستمتع بمباريات كرة القدم وسنشتاق لها ونشعر بأنها باتت وسيلة للترفيه لا أكثر.