2013-09-19 | 08:20 مقالات

الحارثي والجابر والإعلام

مشاركة الخبر      

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لنجم النصر والهلال السابق سعد الحارثي مع عدد من العلماء ظهر فيها الحارثي ملتحياً وهو في النهاية أمر شخصي يخص الحارثي نفسه.. ـ ما لفت نظري هو تعامل بعض وسائل الإعلام مع الصور ونشرها للموضوع تحت عنوان (الحارثي يسلك طريق الهداية). ـ في تصوري أن العنوان جانبه التوفيق إلى حد ما لأن من يقرأ العنوان والموضوع يفهم بأن الحارثي في السابق كان بعيداً عن طريق الهداية وهذا بحد ذاته إساءة كبيرة لنجم خلوق بحجم سعد الحارثي.. ـ الاندفاع أحياناً في العناوين الإعلامية قد يسيء أكثر مما يكون بغرض الإثارة.. ـ وليس ببعيد من موضوع الحارثي.. فقد (غرد) المدير الفني لفريق الهلال الكابتن سامي الجابر (مؤكداً) عدم صحة ما تناوله الإعلام من أنه وقع مع شركة عالمية للملابس بحيث يرتدي ملابس الشركة نظير مبلغ معين في كل مباراة.. ـ الجابر واصل تغريده قائلاً (أتمنى من الإعلام تحري الدقة وعدم نشر أي معلومات (شخصية) إلا بعد الرجوع لي للتأكد من صحتها).. ـ تغريدات جميلة من الجابر كشفت بكل أسف أن (بعضاً) ولن أقول (كثيراً) مما ينشر في بعض وسائل الإعلام هو بعيد تماماً عن الحقيقة .. ـ الابتعاد عن الإثارة (الممجوجة) كما هو في موضوع الحارثي و(غياب المصداقية) كما هو في قضية ملابس الجابر يضع الإعلام الرياضي في موقف لا يحسد عليه ويفقده كثيراً من (الاحترام) و (المصداقية).. ـ أتمنى أن يتعامل الإعلام مع كل الأمور في إطارها الحقيقي دون (إثارة) أو (تزييف) نتيجة عشق مبالغ فيه لهذا النجم أو ذاك.. ـ هنا لا أتحدث فقط عن قضية الحارثي والجابر إنما أوردتهما لأنهما مثالان يعكسان واقعاً لحال الكثير من وسائل الإعلام وكيفية تعاطيها مع أحداث الوسط الرياضي السعودي في وقت وصل فيه مستوى وعي وثقافة المتلقي إلى درجة عالية مقارنة بما كان عليه قبل 3 عقود أو أربعة.. ـ أعلم أن للنجومية ضريبة وهي ما يدفعه اليوم الحارثي والجابر ولكن في ذات الوقت من المفترض أن يكون هناك حس إعلامي يتحسس خطورة وسلبيات بعض الأطروحات.. ـ إعلام اليوم أشد خطورة من إعلام الأمس البعيد لأنه بات واسع الانتشار وأصبحت المعلومة تصل سريعاً ولأكبر شريحة من الناس إن كان عبر الفضاء أو وسائل التواصل الاجتماعي.. ـ وبالتالي الإساءة تصل بسرعة ولكل الناس وليس كما كان في السابق قراء الصحف (وهم قلة) وحدهم من يعلم ماذا في الإعلام.. ـ اليوم الشاب (المراهق) ابن 12 سنة فما فوق والأسرة بأكملها (الأم والزوجة والبنت) يصلهم عبر التواصل الاجتماعي كل (جميل وقبيح) (صالح وطالح) عن أبنائهم وآبائهم وأزواجهم فلا بد أن يكون الإعلام حذراً للغاية.