2013-09-03 | 07:38 مقالات

الأخطاء التحكيمية

مشاركة الخبر      

سيكون أمام عمر المهنا رئيس لجنة الحكام عملاً كبيراً وقد يحتاج لوقت طويل خلال لقائه المفتوح مع الحكام هذا الأسبوع إذا كان هناك لقاء.. ـ ومثلما سيكون اللقاء طويلاً فإن الأخطاء التي حدثت من الحكام خلال الجولة الثانية تؤكد أيضاً أن أمام لجنة الحكام عملاً كبيراً من أجل تلافي الأخطاء فيما هو قادم من جولات.. ـ وعندما أقول إن هناك لقاء مطولاً وهناك عملاً كبيراً إنما نتيجة لأن الأخطاء التي حدثت من الحكام في الجولة الثانية كانت كثيرة جداً ومؤثرة للغاية في نتيجة أكثر من مباراة.. ـ لا يجب أن نسن السكاكين (هنا أقصد الأقلام والألسن) وننطلق في هجوم قاس على الحكام لأن هذا الأسلوب لا يمكن أن يصلح حال التحكيم بل قد يزيد الحكام توتراً يدفعهم لارتكاب المزيد من الأخطاء.. ـ الخطوة الأولى لمعالجة حال التحكيم هو أن يعترف الحكام أنفسهم بأنهم ارتكبوا أخطاءً أثرت في نتائج بعض المباريات ويعترف مسؤولو الأندية وجماهيرها بأن الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة وأنه طالما هناك مباراة كرة قدم وحكم بشر فمن الطبيعي أن يحدث الخطأ والنادي الذي يتضرر اليوم قد يستفيد في الغد.. ـ لا أبالغ إذا قلت إن أبرز ما كان في الجولة الثانية من منافسات دوري عبداللطيف جميل هي أخطاء الحكام المؤثرة والتي مع تزايدها قد تساهم في خلق المزيد من التوتر في الجولات القادمة ويصبح من الصعب جداً السيطرة على الأعصاب داخل وخارج الملاعب.. ـ لن أتحدث عن الأخطاء التي حدثت فالجميع شاهدها وكيف أثرت في نتائج المباريات بل من كثرتها لا يمكن لهذه المساحة أن تحصيها وتحصرها. ـ أشدد على أنه لحل أي مشكلة كانت لا بد من الاعتراف بوجود المشكلة وهنا أقصد لجنة الحكام بل والحكام أنفسهم إذ لا يمكن أن تتقلص الأخطاء ما لم يعترف الحكام وكذلك تشعر اللجنة بفداحة الأخطاء التي حدثت ومن ثم العمل داخل أروقة اللجنة لتلمس أسباب الأخطاء ومحاولة تفاديها مستقبلاً.. ـ لا يمكن أن يكون الحكم الأجنبي هو الحل بقدر ما هو عامل مساعد لتجاوز بعض المباريات الحساسة والهامة إلى جانب إفادته للحكم السعودي وبالتالي علينا أن نضاعف من الثقة في الحكم السعودي بشرط أن تحسن اللجنة اختيار الحكام وأن يثق الحكام في أنفسهم وقدراتهم وحينها سيكون حال التحكيم أفضل بكثير مع الإيمان التام بأنه لا يمكن أن يكون هناك مباراة أو حكم دون أخطاء إنما يجب تقليل عدد وحجم الأخطاء قدر المستطاع.. ـ وطالما أننا نتحدث عن الأخطاء التحكيمية والحرص على تلافيها مستقبلاً فإنه لا بد من الإشارة إلى أن برامج التحليل التحكيمية التي كنا نعتقد أنها تثقيفية لنقول بأنها باتت تزيد من توتر الوسط الرياضي جراء تباين المحللين أنفسهم حيال بعض قرارات الحكام حتى بات المتلقي في حيرة من أمره هل يصدق هذا المحلل أم ذاك أم حكم المباراة الذي اتخذ القرار أم يصدق نفسه وثقافته التحكيمية. ـ أعلم جيداً أن تباين المحللين قد يصب في صالح التحكيم بشكل عام من خلال أن التباين يؤكد أن القرار التحكيمي هو في النهاية بشري يتفاوت من حكم لآخر وتحديداً من خلال رؤيته للحالة.. ـ لكن ما نشاهده من تباين إنما يأتي في حالات واضحة لا تحتاج لذلك التباين وبالتالي يثار تساؤل واضح.. لماذا ذلك التباين هل هو نتيجة تعاطف المحلل مع النادي أو الحكم الذي ارتكب الخطأ أم أنه بالفعل اختلاف حول قرار تحكيمي لا أكثر من ذلك.. ـ أتمنى أن يتجاوز حكامنا سلبيات الجولة الثانية خصوصاً أن هناك فترة توقف للدوري من شأنها أن تساهم في تلمس الأخطاء ومحاولة تصحيحها إلى جانب أن التوقف سيقلل كثيراً من حالة الاحتقان التي تعيشها جماهير الأندية التي تضررت خلال الجولة الثانية.