الحارثي ومستقبل المحترفين

لن أتحدث عن رحيل سعد الحارثي من النصر للهلال فقد تحدث الكثيرون (وأنا أحدهم) عن ذلك الانتقال في حينه. ـ وأتذكر أنني مع نهاية الموسم كتبت مقالة بعنون (نهاية نجم شجاع) وقلت إن مشوار الحارثي الكروي قارب على الانتهاء فلا أتصور أن الحارثي سيكون مطلوباً من أندية جماهيرية كبيرة لأنه لم يظهر بشكل مقنع مع الهلال ولأنني مقتنع بأن الحارثي لن يلعب لأندية أصغر حجماً (جماهيرياً وإعلامياً) من النصر والهلال. ـ اليوم نحن أمام مرحلة جديدة يخوضها اللاعب (السابق) سعد الحارثي الذي ينتظر من الجميع الوقوف معه بل إنه يحتاج الدعم والمساندة والتشجيع وليس التشمت من الطريقة التي انتهى بها مشواره الكروي. ـ تجربة انتقال اللاعبين المحترفين بين الأندية الكبيرة جماهيرياً وإعلاميا أثبتت فشلها من خلال أكثر من لاعب انتقل ولم يستمر لموسم واحد. ـ سعد الحارثي قد يكون أخر الأمثلة الحية على أن وسطنا الرياضي ما زال غير قادر على تهيئة الأجواء للنجوم بالانتقال من ناد جماهيري إعلامي كبير لآخر مماثل فمستوى الوعي الجماهيري والإعلامي لا يساعد على تحقيق النجاح.. ـ وعندما يقرر سعد الحارثي اليوم اعتزال الكرة وإكمال دراسته فعلينا تقبل واحترام قراره بل وتشجيعه عليه من خلال تهيئة الأجواء وتقديم النصيحة ومن لم يستطع ذلك فصمته أجمل نصيحة.. ـ سعد الحارثي من النجوم القلائل في ملاعبنا الذين يتمتعون بالنضج الكروي والثقافة العالية والأسلوب الحضاري المتمكن في الحديث والحوار وهذا لاشك نتاج طبيعي لشاب متعلم وأتذكر أن الحارثي نفسه وأسرته كانوا حريصين على تعليمه عندما كان لاعباً محترفاً. ـ المستوى الفكري والثقافي والتعليمي لسعد الحارثي يجعلني شخصياً أحمل كثيراً من الأمل أن أراه قريباً بشهادة تعليمية عالية يخدم في الوسط الرياضي خصوصاً أن وسطنا الكروي تحديداً يحتاج لمن يحملون الشهادات العليا المتخصصة سواء في علم النفس الرياضي أو الإدارة الرياضية أو الاحتراف. ـ الحارثي قد يكون حالة تمثل كثيرين من النجوم أنهوا مشوارهم الكروي بطريقة لا تتناسب ونجوميتهم وخسروا الوسط الرياضي وأيضاً الوسط الرياضي خسرهم. ـ كل التوفيق لسعد الحارثي في حياته العلمية والعملية وأجدد الأماني بأن أراه يخدم الوطن من أي موقع وفي أي مجال وإن كنت بالتأكيد أتمناه في الوسط الرياضي للاستفادة من خبرته.