2013-06-28 | 17:55 مقالات

حل الضائقة المالية

مشاركة الخبر      

البشر بطبيعتهم يتخلون عن الأشياء التي لا يحتاجونها إما ببيعها أو إهدائها أو التبرع بها إذا كان صاحبها ميسور الحال.. ـ أحياناً يكون الناس بحاجة ماسة للمال فيضطرون لبيع بعض ممتلكاتهم (حتى لو كانت ثمينة أو غالية القيمة المعنوية لديهم) من أجل الحصول على المال وأحياناً أخرى يتخلص الناس من بعض أشيائهم ربما لأنها باتت قديمة ورغبة في التحديث.. ـ حتى في الجانب الاقتصادي هناك مستثمرون يتخلون عن استثمار قصير الأجل بحثاً عن استثمار طويل الأجل (على سبيل المثال بيع سندات اقتربت من الاستهلاك من أجل شراء سندات طويلة الأجل تعود بعائد أعلى لفترات أطول).. ـ الحال في الأندية وعالم الاحتراف لا تبتعد كثيراً عما ذكرته أعلاه.. ـ أندية تضطر للتخلي عن لاعبيها الواعدين أو حتى الشبان خوفاً من انتهاء عقودهم ورحيلهم بالمجان (فقط قيمة بدل التدريب) أو من أجل الحصول على المال لتسيير أمور النادي.. ـ أندية تضطر لبيع عقود لاعبيها لأنها (أي الأندية) تشعر أنها غير قادرة على تجديد عقودهم إما للمبالغة المالية أو لعدم رغبة اللاعب في البقاء.. ـ أندية تبيع عقود لاعبين (قبل استهلاك رأس المال) أي قبل أن يصلوا لدرجة يكونوا غير قادرين على خدمة الفريق أو يكون سعرهم في بورصة اللاعبين منخفض للغاية.. ـ أمثلة كثيرة تحدث هذه الأيام في الأندية السعودية تؤكد حقيقة ما ذهبت إليه في هذه المقالة وسأقدم بعض الأمثلة... ـ الاتفاق تخلى (مجبراً) عن يحيى الشهري كي لا يرحل بالمجان بعد دخوله الفترة الحرة.. الشباب (اضطر) أن يبيع عقد ناصر الشمراني لتوتر العلاقة بين الطرفين وشعور الشبابيين بأن الشمراني لن يخدمهم.. ـ النصر قد يبيع ما تبقى من عقد محمد السهلاوي لمغالاة اللاعب كثيراً في مطالبه المالية لتجديد عقده إلى جانب أنه لم يعد ذلك النجم المؤثر في خارطة الفريق النصراوي ومن الأفضل بيع عقده قبل أن ينخفض أكثر ويكون سلعة غير مطلوبة.. ـ الاتفاق سيستفيد كثيراً من نصيبه في صفقة الشهري في إعداد الفريق للموسم الجديد والشباب والنصر في حال بيعهما ما تبقى من عقد الشمراني والسهلاوي سيوجهان قيمة الصفقتين لتعاقدات جديدة أو سداد التزامات متأخرة.. ـ الأندية تستطيع حل ضائقتها المالية من خلال بيع ممتلكاتها المنقولة و(عقود) اللاعبين المحترفين جزء من هذه الممتلكات وعندما أضع كلمة عقود بين قوسين لكي يفهم الجميع أنني أتحدث عن بيع (عقود) وليس بيع (البشر) فالبشر سيبقون دوماً أحراراً.