2013-06-19 | 17:34 مقالات

انهيار إمبراطورية

مشاركة الخبر      

أتشرف بأنني أحد أعضاء شرف النادي العربي بعنيزة لكنني في ذات الوقت لا أتردد في القول بأن من أهم أسباب تردي الرياضة بشكل عام في المملكة العربية السعودية هو وجود ما يسمى بأعضاء الشرف (بعضهم جاء يكحلها فأعماها).. ـ أقدر لكل أعضاء شرف الأندية السعودية دورهم (الأدبي ـ المعنوي ـ المادي) لكن علينا مواجهة الحقيقة بأن وجودهم (أي الأعضاء) كان من أسباب تراجع العديد من الأندية وانهيار بعضها الآخر دون أن يشعروا بأنهم كانوا وراء التراجع والانهيار.. ـ طيلة العقود الماضية (أكثر من 40 عاماً) والأندية السعودية تعتمد في مواردها المالية على دعم وتبرعات وهبات أعضاء الشرف بنسبة قد تصل إلى 90% من ميزانية النادي لتبقى نسبة 10% أو أقل تمثل الدعم الحكومي.. ـ ومع مرور السنوات باتت الأندية تعتمد بشكل شبه تام على دعم أعضاء الشرف حتى بات هو المصدر الرئيس للتمويل ونست هذه الأندية أن (بعضاً) من هذه المبالغ بمثابة ديون تتراكم وأن دعم أعضاء الشرف لا يمكن أن يكون الحل الجذري لمشاكل واحتياجات الأندية المالية.. ـ أعضاء شرف كل الأندية (مشكورين) لم يترددوا في دعم أنديتهم لكنهم (ودون أن يعلموا) وضعوا الأندية تحت مظلة ذلك الدعم فإما أن يتوقف الدعم وتتوقف أنشطة النادي أو أن يستمر الدعم (وجزء منه) يتحول إلى ديون تدخل النادي ورجالاته في مواقف صعبة.. ـ اليوم يتحدث النادي العربي بعنيزة عن بيعه (مضطراً) لفريقي كرة اليد (الأول والشباب وكلاهما في الدوري الممتاز) نظير مبلغ مليونين ونصف المليون لسداد الديون و(إنقاذ) رئيس النادي المتميز أديب الخويطر الذي جاهد وتعب من أجل ناديه وبدلاً من التقدير يجد نفسه قريباً من قضبان السجن بسبب الديون التي لا ألوم أصحابها في مطالباتهم فهي في النهاية حقوق.. ـ كرة اليد في عنيزة وفي النادي العربي تعد جزءا من (الثوابت) ولا أبالغ إذا قلت إنها جماهيرياً تتفوق على كرة القدم وبيع فريقي كرة اليد يعني انهيار (إمبراطورية) كرة اليد بالنادي العربي التي قدمت نجوماً كباراً خدموا المنتخبات السعودية أذكر منهم (على سبيل المثال) عبدالله الوهيب (رحمه الله) وفهد الوهيبي (أمد الله في عمره).. ـ قلنا مراراً وتكراراً إن عدد الأندية السعودية كبير جداً في ظل الدعم المادي الضعيف الذي تقدمه وزارة المالية للأندية وهو الدعم الذي أجبر الأندية على القروض التي أنهكت الأندية.. ـ الحال التي وصل إليها رئيس النادي العربي بل النادي بشكل عام هي حال كثير من الأندية السعودية ولا يمكن أن يتم حلها عن طريق (مسكنات) وقتية تجعل النادي ورئيسه يتجاوزان قضية الديون والتهديد بالسجن بل نحن نريد حلولاً جذرية لمعاناة أنديتنا.. ـ إما أن نوفر الميزانيات الكافية للأندية التي نمنحها التراخيص أو من الأساس نرفض ترخيصها لأن عدم توافر الميزانيات الكافية يعني إحراج رؤساء الأندية ودفعهم للاقتراض ودخول السجون وهذه لم تعد رياضة إطلاقاً.. ـ الحل الجذري (من وجهة نظري الشخصية) تقليص عدد الأندية إلى جانب التخصص في الألعاب وتفعيل المراكز الشبابية لتقوم بتنشيط وتفعيل الألعاب التي يتم إلغاؤها من نشاطات الأندية.. ـ أتمنى أن تتدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد كرة اليد لحل سريع لمشكلة النادي العربي من أجل ألا تخسر كرة اليد السعودية ضلعاً رئيساً من أضلاعها وبعد ذلك تجد رعاية الشباب الحل الجذري لمعاناة الأندية المالية.