2013-04-28 | 08:35 مقالات

النصر بعد الخصخصة

مشاركة الخبر      

منتصف الأسبوع الماضي، وبعد تسليم ملف الخصخصة من فريق العمل إلى الرئيس العام لرعاية الشباب تسربت أنباء عن أن النصر والاتحاد سيكونا أول ناديين يدخلان عالم الخصخصة. ـ سألني صديق مقرب: لماذا تسربت هذه الأنباء وكيف تفسرها؟ أجبته على الفور: ربما تكون إحدى الأسر (الجداوية) لديها رغبة في تملك نادي الاتحاد، وربما أن الأمير فيصل بن تركي الرئيس الحالي لنادي النصر يفكر بشراء النادي بمساهمة مالية فاعلة من والده الأمير تركي بن ناصر. ـ بعد حواري مع صديقي بساعات ظهر الأمير فيصل بن تركي مع الزميل المبدع بتال القوس وأكد أن هناك فكرة عائلية لشراء نادي النصر. ـ تمويل شراء نادي النصر بالتأكيد سيأتي من الأمير تركي بن ناصر بينما الفكر الإداري سيأتي من نجله الأمير فيصل بن تركي الذي تشرب خلال تواجده في الولايات المتحدة الفكر الاستثماري خصوصاً على صعيد خصخصة الأندية الرياضية. ـ لم أطلع على وثيقة خصخصة الأندية التي قدمها فريق العمل الأسبوع الماضي، لكنني أعتقد أن الخصخصة لا يمكن أن تكون خارج إطار ملكية عامة من خلال أسهم لملاك النادي والمساهمين أو من خلال ملكية خاصة لشخص أو أسرة. ـ أحوال أنديتنا المالية لا يمكن أن تسمح بالخصخصة عبر الإطار الأول (الأسهم) لأنها (أي الأندية) لا تحقق الأرباح بل هي مديونة ولا يمكن أن يقبل على تملك أسهمها من يفهم في الاستثمار. ـ يبقى الإطار الآخر وهو الملكية الخاصة ويبدو أنه الحل الأمثل لبدء خصخصة الأندية السعودية ومن تابع تحركات الأمير فيصل بن تركي خلال السنوات الثلاث الماضية وتصديه لتحمل كل مسؤوليات النادي خصوصاً المالية منها يلمس أن هذا الرجل يخطط بالفعل لتملك النادي. ـ كإقتصادي وناقد رياضي أعتقد أن ملكية نادي النصر لشخصية ثرية (سواء الأمير تركي بن ناصر أو غيره) هو الحل الأمثل، لأن ذلك من شأنه أن يمنح التصرف الكامل بالنادي لمن امتلكه بدلاً من التراشق والتنافر الذي يؤخر النادي أكثر مما يدفعه للأمام. ـ عندما يكون النصر ملكاً لشخصية محددة (أياً كانت تلك الشخصية) فإن الاهتمام والحرص من قبل تلك الشخصية سيكون أكبر وأكثر دقة لأن الوضع بات مختلفاً فهذه الشخصية تدير أموالها الخاصة وستكون في منتهى الحرص على تحقيق الإنجازات والأرباح. ـ شخصياً أعتقد ان أهم خطوات نجاح ملكية نادي النصر هو تخصصه في كرة القدم وإلغاء بقية الألعاب التي تكلف كثيراً دون أي عوائد استثمارية. ـ في تصوري أن الاهتمام بالألعاب المختلفة يجب أن تكون مسؤولية رعاية الشباب من خلال مراكز شبابية أما من خلال الأندية ففي تصوري أنها غير ذات جدوى على الإطلاق. ـ النصر سيكون في حال أفضل فيما لو تملكه بالفعل شخصية أو أسرة وأدارته شركة وبات نادياً متخصصاً في كرة القدم فقط. ـ أتحدث هنا عن فكر استثماري يؤمن بأن كرة القدم باتت صناعة بعيداً عن عاطفة الميول والانتماء. ـ أعلم جيداً أن البعض (وتحديداً من النصراويين) قد لا يعجبه هذا الطرح وسيقول ما موقفنا كجماهير أو كأعضاء شرف من عشقنا النصر عندما نرى الأخطاء والسلبيات تحدث ولا نستطيع التحدث لأن النادي بات ملكية خاصة ؟ ـ لهؤلأ أقول من يعشق النصر فعلاً عليه أن يسانده ويدعمه بالمال وليس فقط بالكلام أو عبر المدرجات، فكرة القدم لا يمكن أن تتطور ولايمكن لفريق أن ينافس دون توفر سيولة مالية كبيرة، وطالما لم تتوفر عبر قنوات العموم فلا مانع من توفيرها عبر قنوات الملكية الخاصة كما هو حال أكثر من فريق كروي في العالم أبرزها تشيلسي اللندني.