2013-03-02 | 07:22 مقالات

FIFA معه حق

مشاركة الخبر      

لا ألوم الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA عندما يرفض الاعتراف بأي بطولة تنطلق من الإقليمية والعرق والدين، بل إنه لا يكتفي بعدم الاعتراف بها ويذهب أبعد من ذلك عندما لا يشجع على إقامتها.. ـ دعونا نسأل اليوم ماذا تحقق بطولات كرة القدم التي تقام على مستوى الخليج أو العالم العربي أو التضامن الإسلامي. ـ لا مساهمة في ارتفاع المستوى الفني ولا حضور جماهيري ولا اهتمام إعلامي وتكلفة مالية كبيرة على الفرق بل الأسوأ من ذلك أنها تسبب الفرقة بشكل كبير فهي أكثر المنافسات التي تشهد مشاجرات وعنف جماهيري وبين اللاعبين. ـ ماذا قدمت دورات التضامن الإسلامي لكرة القدم في الدول الإسلامية الفقيرة بل اننا اليوم لا نجد من يقبل استضافة مثل هذه الدورات لتكلفتها المادية من جهة وقلة المردود المالي من جهة ثانية ولسوء العلاقات السياسية بين الدول من جهة ثالثة. ـ كثير من علاقات الدول الإسلامية تشهد (بعض) التوتر ثم تأتي منافسات كرة القدم لتقضي على ما تبقى من هذه العلاقات. ـ وعلى مستوى الخليج نتنافس في الإعلام وفي المشاجرات والعنف أكثر مما نتنافس على أرض الملعب وكثيراً ما ساءت العلاقات القوية بين دول الخليج بسبب مباراة كرة قدم بين منتخبات أو أندية وتبقى رواسب تلك المشاجرات فترة طويلة وتتجدد عند كل لقاء. ـ عربياً الأمور أسوأ بكثير من البطولات الإسلامية والخليجية فهناك توتر (سياسي) كبير جداً بين حكومات وشعوب بعض الدول العربية وهذا التوتر ينسحب على كرة القدم ولا تقبل الدول الخسارة (كروياً) على اعتبار أنها تمس الكرامة وتجرح الكبرياء. ـ من يرفض مقولة وجود توتر بين عرب آسيا وأفريقيا أو بين عرب الخليج وعرب المغرب العربي إما أنه لا يقول الحقيقة أو لا يعيش واقعاً والأمران أسوأ من بعضهما. ـ المشكلة أن الأمور لا تنتهي في ملعب المباراة بل تستمر عبر الإعلام وربما تذهب أبعد من ذلك وتنسحب على التعامل مع زوار الدول فيجد الزائر تعاملاً جافاً من الجهات الرسمية (جوازات ـ جمارك ـ شرطة) وغيرها بسبب نتيجة مباراة كرة قدم أو أحداثاً حدثت فيها أو أعقبتها. ـ ما يحدث في البطولات الإسلامية والخليجية والعربية سببه الرئيس قلة الوعي والنظرة القاصرة لمفهوم الرياضة والتنافس إلى جانب (تسييس) هذه البطولات والملتقيات، وحتى نرتقي بوعينا وفهمنا وثقافتنا ونستطيع الفصل بين الرياضة والسياسة فمن الأفضل أن تتوقف هذه البطولات بدلاً من أن نخسر ما تبقى من محبة هي في أغلبها منطلقة من مجاملات.