2013-02-06 | 06:54 مقالات

نبدأ من جديد

مشاركة الخبر      

من المهم جداً للجهاز الفني وللاعبين وكذلك للجماهير وضوح الهدف من مشاركة المنتخب السعودي في تصفيات أمم آسيا التي تبدأ الليلة عندما يحل المنتخب الصيني ضيفاً على الأخضر. ـ لن آت بجديد إذا قلت إن الهدف (القريب) هو التأهل لنهائيات أمم آسيا المقبلة في أستراليا لأن هذا أبسط طموح لمنتخب صاحب تاريخ وإرث كبير مع هذه البطولة، بينما الهدف (البعيد) هو عودة المنتخب السعودي لموقعه الحقيقي بطلاً لأمم آسيا ومتأهلاً لنهائيات كأس العالم ومتقدماً في التصنيف العالمي. ـ تحديد الهدف ليس أمراً صعباً في علم الإدارة لكن الأهم هو وضع الخطط المناسبة وتوفير الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك الهدف. ـ الهدف القريب لمنتخبنا محدد وواضح.. هل وضعنا الخطط المناسبة التي تحقق لنا التأهل للنهائيات وهل نملك حالياً الأدوات اللازمة ؟.. الإجابة على هذه الأسئلة هي التي تحدد إمكانية تحقيق الهدف. ـ شخصياً لا أرى أن الخطط كانت مناسبة والدليل أنها مرت بعثرات كثيرة خلال وجود الجهاز الفني السابق وكانت النهاية رحيل الجهاز. ـ أيضاً في علم الإدارة قد يكون لديك خطط بديلة أو أن تنجح أدواتك المتوفرة لديك في تجاوز سلبية التخطيط والسير نحو الهدف مع العمل بخط متواز في خطط بديلة. ـ أعتقد أن هذا هو حال المنتخب السعودي الليلة الذي يبدأ مشوار التأهل للنهائيات الآسيوية بالأدوات المتاحة، وهي: اللاعبون والجهازان الفني والإداري الجديدان (أدوات عاملة).. في حين إن الأدوات (المساندة) تتمثل في الجمهور والإعلام السعودي.. بواسطة هذه الأدوات (عاملة ومساندة) ومن خلال خطط بديلة تم وضعها سريعاً من قبل الاتحاد الحالي وإدارة المنتخب الحالية قد يحقق المنتخب الهدف (القريب). ـ لدينا مدرب يعتبر جديداً إلى حد ما وتحديداً على الكرة الآسيوية، وقد لا يملك الفكرة الكافية عن منتخبي الصين وإندونيسيا لكنه يملك بعض المعلومات عن المنتخب العراقي بحكم مشاهدته له في خليجي 21. ـ الجهاز الإداري يملك من الخبرة والدراية الكثير من خلال عمله السابق في المنتخبات والأندية السعودية وهذا يجعلنا أكثر تفاؤلاً بأن يقوم بدوره على أكمل وجه. ـ أداة أخرى هامة للغاية تشكل في الأهمية أكثر من 50% وأعني بها لاعبي المنتخب الذين يمثلون اليوم مزيجاً من الخبرة والشباب، نأمل منهم أن يعبروا بنا من أعماق الإحباط إلى شاطئ التفاؤل. ـ أما على صعيد الأدوات (المساندة) ففي تصوري أن الجماهير الرياضية (التي لا تلام عندما تحزن على انكسار منتخب وطنها) ستتواجد الليلة بشكل كبير لدعم منتخب الوطن لكون هذا واجب وطني أولاً وللمشاركة في البداية الجديدة ثانياً. ـ آخر الأدوات (الإعلام) يجب أن يكوم منطٌقياً في تعامله مع المنتخب الجديد بغض النظر عن نتيجة المباراة (لا تكن ليناً فتعصر ولا قاسياً فتكسر)، ومن هذا المنطلق يجب أن يكون الإعلام خير معين للمنتخب من خلال رفع الروح المعنوية دون التخلي عن الدور (الهام)، وهو النقد المبني على رؤية فنية هادفاً لمصلحة عامة. ـ الليلة نقلب (جميعاً) الصفحة ونبدأ من جديد بأمل وداع صفحات كانت سوداء نحو صفحات كلها بياض ناصع تزينها إنجازات خضراء.