2013-02-04 | 06:50 مقالات

الحرية والرقابة الذاتية

مشاركة الخبر      

كإعلامي بشكل عام ورياضي بشكل خاص لم أكن أتمنى أن تصل الأمور إلى إيقاف صحيفة النادي ورئيس تحريرها الزميل بدر الغانمي.. ـ عدم أمنيتي تصدر من حرصي أن يكون الإعلام دوماً منبراً حراً بعيداً عن الرقيب وهنا أتحدث عن الحرية التي يعرفها الإعلامي من خلال الرقابة الذاتية التي يجب أن يتمتع بها.. ـ الحرية الإعلامية لا تعني ترك الحبل على الغارب فهناك خطوطاً حمراء تتعلق بالدين ومصلحة الوطن والعادات والتقاليد وأخيراً وهو أمر هام للغاية آداب المجتمع.. وأعلم أن وزير الثقافة والإعلام شأنه شأن أي وزير آخر مؤتمن أن يدير قطاعه بالأسلوب الذي يحقق الهدف المأمول حتى لو كانت الوسيلة قاسية كإيقاف مطبوعة أو زميل.. ـ ونعلم جيداً بمقولة (أنت تخطئ إذاً أنت تعمل) ومن هذا المنطلق لا يجب أن نأخذ الخطأ الذي صدر من الزملاء في صحيفة النادي وكأنه نهاية المشوار الإعلامي للصحيفة أو للزملاء القائمين عليها والعاملين فيها.. ـ المحزن جداً وما لفت نظري هو أن 90% ممن صفقوا لقرار وزير الثقافة والإعلام وأيدوه هم ممن يخرجون عن النص كثيراً وأتمنى أن يبدأ هؤلاء بأنفسهم من أجل إعلام رياضي نظيف يضع المصلحة العامة أولاً وقبل ميول الأندية.. ـ لا أنزه نفسي فربما خرجت أو قد أخرج ذات يوم عن المسار الصحيح للطرح الإعلامي والنقد وأؤمن تماماً بأنه مهما اتخذ معالي وزير الثقافة والإعلام من قرارات تصحيحية فإنه لا يمكن أن يعدل كل شيء ما لم يكن المحرر أو المسؤول الإعلامي متفهماً من داخله لأهمية النقد الهادف ومقتنعاً بضرورة الابتعاد عن كل ما من شأنه الخروج عن النص وبث السموم الإعلامية بين شرائح المجتمع.. ـ اليوم نحن لا نتحدث عن صحافة ورقية ولا مواقع إلكترونية ولا قنوات تلفزيونية فهذه كلها من الممكن مراقبتها واتخاذ القرارات التصحيحية بحقها متى خرجت عن الطريق الصحيح.. ـ هناك ما هو أهم وأعني وسائل التواصل الاجتماعي فهي أشد خطورة من الصحافة والتلفزيون لأنها تصل للمتلقي أينما كان بعكس الصحافة والقنوات التلفزيونية التي لا بد أن يبحث عنها المتلقي ليتابعها وهنا تكمن الخطورة فمهما اتخذت الوزارة من عقوبات على الجهات (الرسمية) فإنها لا تستطيع التحكم بما هو (شخصي) وأقصد قنوات التواصل الاجتماعي التي تدار برقابة ذاتية من قبل الشخص نفسه.. ـ علينا كإعلاميين ألا نفرح ونصفق كثيراً لهذا القرار إذا كنا نبحث ونؤمن بحرية الإعلام لكن في ذات الوقت يجب أن نتعامل معه (قرار العقوبة) بفكر راق ونعلم أنه اتخذ من أجل الحفاظ على حرية الإعلام التي تضمن النقد الهادف دون إساءة وتجريح.. ـ للأسف الشديد أن البعض يعتقد أن حرية الإعلام تتمثل في استخدام الألفاظ البذيئة وهذه نظرة قاصرة تماماً فحرية الإعلام هي سقف عال من حرية النقد وهو ما نبحث عنه كإعلاميين ونتمنى ألا نخسره بسبب خروج (البعض) عن النص ويا ليت ذلك الخروج كان من خلال نقد قاس إنما كان باستخدام ألفاظ لا يقبلها المجتمع على الإطلاق.. ـ نحن في الإعلام الرياضي يغبطنا كثيرون على سقف الحرية الممنوح لنا وأتمنى أن نحافظ على هذا السقف ونحاول رفعه وهذا لن يتحقق ما لم نؤمن كإعلاميين أن الرقيب الحقيقي هو الإعلامي نفسه من خلال رقابة ذاتية يميز من خلالها بين المقبول والمرفوض.