2013-01-05 | 07:07 مقالات

كأس الخليج بين الفائدة والموروث

مشاركة الخبر      

اليوم تنطلق النسخة 21 من دورة كأس الخليج وهي الدورة التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بتاريخ الخليج وباتت جزءا رئيساً منه ليس فقط على الصعيد الرياضي.. ـ إذا كان النفط هو من خلق السمعة والصيت لمنطقة الخليج فإن دورة كأس الخليج هي الأخرى صنعت هالة إعلامية لهذه المنطقة وبات الخليج وجهة (إعلامية) لكافة أبنائه لمدة أسبوعين هي عمر الدورة بل إن كثيراً من الأشقاء العرب يضعون في أجندتهم (الإعلامية) متابعة هذه الدورة المثيرة.. ـ اليوم يتحدثون كثيراً عن ضرورة إلغاء الدورة وأنها لم تعد مجدية ولا طائل من إقامتها وعلينا أن نحترم كل الآراء (مع أو ضد إقامة الدورة) ولو من باب احترام الرأي الآخر.. ـ ومن هذا المنطلق (الرأي والرأي الآخر) فإن ما سأقوله في الأسطر المقبلة يمثل رأيي الشخصي القابل لكل الاحتمالات.. ـ دورة كأس الخليج عادت بالكثير من الفوائد على المنطقة إن كان كروياً أو حتى على صعيد البنية التحتية.. ـ فنادق وطرق سريعة ومنشآت رياضية وغير رياضية أنشئت في كل دول الخليج من أجل إنجاح الدورة وهذه في حد ذاتها مكاسب كبيرة أفرزتها الدورة بتاريخها الطويل.. ـ فنياً ساهمت الدورة (وتحديداً في النسخ الخمس عشرة الأول) في رفع المستوى الفني لمنتخبات المنطقة ونجومها ووصلت كثيراً من منتخبات الخليج لنهائيات كأس العالم وحققت بطولة أمم آسيا وهو نتاج منافسات دورة الخليج أو نتاج المنشآت الرياضية الضخمة التي أفرزتها دورات كأس الخليج.. ـ حتى على الصعيد الإعلامي الرياضي ساهمت دورات كأس الخليج في صناعة إعلاميين خليجيين متميزين وبرامج رياضية خليجية متميزة بل تسابقت دول الخليج من أجل تأسيس قنوات رياضية متخصصة.. ـ في النهاية أقول إنني مع استمرار الدورة مع إيماني التام بأنها (فنياً) لم تعد بذات الفائدة التي كانت عليها في سنواتها الأولى وبات اللاعب الخليجي في مستواه الفني يفوق الكرة في المنطقة بل ولم يعد طموحه كأس الخليج بل أبعد من ذلك بكثير.. ـ كيف أقول ذلك وأطالب باستمرارها لن أدعك عزيزي القارئ تفكر طويلاً... لا بد أن تستمر الدورة لأنها باتت (من وجهة نظري الشخصية) جزءاً من موروث المنطقة مثلما هي الملابس الخليجية والفنون الشعبية وصيد السمك وكشتات البر.. ـ من يتخلى عن موروثه لا خير فيه لمنطقته... وعندما يبرز اسم الخليج لا بد أن تكون دورة كأس الخليج في المقدمة.