2012-11-13 | 07:43 مقالات

المبالغة في التقزيم

مشاركة الخبر      

خسر فريق الأهلي نهائي دوري أبطال آسيا وهذه هي حال كرة القدم فوز وخسارة.. تألم من تألم وفرح من فرح وشمت من شمت. ـ قلت بعد المباراة بيوم واحد إن الخسارة في كرة القدم ليست النهاية بل يجب أن تكون هي البداية فالإنسان يتعلم من الأخطاء والسلبيات وهكذا هي كرة القدم. ـ ما زلت عند رأيي بأننا (كعرب) وبكل أسف نبالغ كثيراً في لحظات الفرح لدرجة أننا لا نرى سوى أنفسنا ونقزم الآخرين. ـ وعندما نخسر نجلد الذات بشكل خيالي فنرفع الآخرين ونقزم أنفسنا وكل هذا بعاطفة جياشة دمرتنا كثيراً في وقت يتعامل غير العرب دون عاطفة في تقييم الأمور فيتقدمون ونتأخر. ـ أختلف كثيراً مع من يرون أننا خسرنا النهائي لأن الفوارق الفنية كبيرة بيننا وبين كرة القدم في شرق القارة. ـ خسرنا النهائي وقبله خسرنا نهائيات وكسبنا أخرى لأن هذه هي كرة القدم قد تحضر اليوم وتفوز وقد يحضر منافسك وتخسر. ـ خلال آخر 10 نسخ من مسابقة دوري أبطال آسيا ذهبت بطولتان للاتحاد السعودي وواحدة للعين الإماراتي ورابعة للسد القطري وبطولتان لناديين من اليابان و4 بطولات لأندية كورية أي أن نسبة تحقيق شرق القارة للبطولة تمثل 60 % بينما حققتها فرق الغرب وتحديداً فرق خليجية بنسبة 40 % وفي تصوري أن الفارق لا يمثل نسبة كبيرة تستحق هذا التقزيم لكرتنا الخليجية خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أن معظم النهائيات أقيمت في شرق القارة. ـ علينا أن نسأل... أين هي الفرق اليابانية من الوصول للنهائي؟ هل هذا يعني أن الكرة لديهم متدهورة وأن الفارق بينهم وبين من يصلون للنهائي كبير جداً على الصعيد الفني. ـ نعم قد يتفوق الكوريون (ومعهم اليابانيون) علينا بخصخصة فرق كرة القدم والدليل أن فرقهم تحمل أسماء شركات تجارية كبيرة تساعدهم على جلب محترفين متميزين ودفع المستحقات دون تأخر ولكنهم لا يتفوقون علينا بفوارق فنية على صعيد المواهب. ـ صدقوني على الصعيد الفني لسنا متأخرين بل نملك لاعبين موهوبين قادرين على تحقيق أكبر الإنجازات متى وجدوا الدعم المادي والمعنوي وتحديداً هذا الأخير إذ إننا نبالغ في المديح ونذهب أبعد مما يجب في التقريع والتجريح.. ـ عودوا فقط لحالة النادي الأهلي قبل وبعد المباراة لتعرفوا كم تقتلنا عاطفتنا إيجاباً وسلباً. ـ عندما تأهل الأهلي للنهائي كان الفريق الذي لا يهزم ولا يشق له غبار والفريق الذي بذل الأهلاويون الكثير من أجله. ـ وعندما خسر بات الفريق المتواضع الذي لا يملك عناصر متميزة ولا محترفين أجانب قادرين على صنع الفارق و...و...و... غيرها من التجريح والتقزيم الذي يعيدنا للوراء أكثر مما يدفعنا للأمام. ـ علينا أن نكون أكثر هدوءاً وواقعية في التعاطي مع لحظات الفوز والخسارة وتقييم الإيجابيات والسلبيات.