2012-10-01 | 07:21 مقالات

شاليط في برشلونة

مشاركة الخبر      

في البداية أقول إن شاليط (لمن لا يعرفه) جندي إسرائيلي اعتقل في غزة بين الفترة 2006 و2011 وتم إطلاق سراحه مقابل 1000 أسير فلسطيني.. هذا فقط مجرد تعريف لجانب شاليط السياسي لأدخل بعد ذلك بعلاقته في المقالة والوسط الرياضي.. ـ وقبل أن أخوض في قضية هذا الجندي الإسرائيلي أؤكد أنني لا أؤيد إطلاقاً الربط بين كرة القدم والسياسة فالسياسة لا تدخل في أمر إلا وتشوه جماله وأتمنى دوماً أن تظل كرة القدم بعيدة عن السياسة.. ـ الجندي الإسرائيلي شاليط (الذي يبدو أنه من أنصار الفريق الكاتالوني برشلونة) قرر حضور (كلاسيكو) الدوري الإسباني الذي سيقام مساء الأحد المقبل وبمجرد علم الفريق الكاتالوني برغبة شاليط حضور المباراة قرر حجز مقعد له في المقصورة الرئيسة لملعب (كامب نو) معقل الفريق الكاتالوني إلا أن الجندي الإسرائيلي رفض المقعد وفضل الجلوس في مقعد عادي بالقرب من أرض الملعب.. ـ أدخل الآن في موضوع المقالة...العرب (وتحديداً الفلسطينيين) ثاروا على قبول فريق برشلونة بل واهتمامه بحضور الجندي الإسرائيلي للمباراة وطالبوا بمقاطعة فريق برشلونة، (للمعلومية برشلونة أرسل 3 دعوات للسفير الفلسطيني في مدريد موسى عمار ورئيس اتحاد الكرة الفلسطيني جبريل الرجوب ومحمود السرسك لاعب منتخب فلسطين وهذا الأخير رفض تلبية الدعوة).. ـ مشكلتنا كعرب (نشجب ونستنكر فقط) بل المشكلة الحقيقية أننا نتفرغ للتعليق على القضايا دون أن نبحث عن كيفية إيصال قضايانا الحقيقية.. ـ أولاً لا أعتقد أن شعبية فريق برشلونة ستتأثر من أي شجب عربي فهذا الفريق يحظى بشعبية عالمية جارفة.. ـ لماذا نظرنا للقضية من منظار (نصف الكوب الفارغ) المتمثل في الشجب والاستنكار ولم نهتم بنصف الكوب المملوء المتمثل في كيف نجح هذا الجندي أو الإسرائيليون بشكل عام في منح قضية جنديهم التي هي قضيتهم بشكل عام التوهج والضوء الإعلامي. ـ لماذا ينجح الإسرائيليون في الحضور القوي إعلامياً على مستوى العالم وكسب التعاطف بينما نغيب نحن العرب ونفشل في حضور إعلامي عالمي قوي. ـ حضور الجندي الإسرائيلي للمباراة والاحتفاء به من قبل نادي برشلونة أمر يسجل للإسرائيليين ويكشف ضعفنا في قضايانا.. ـ علينا أن نبحث كيف ينجحون في كسب التعاطف وكيف وصل الجندي الإسرائيلي لهذا الموقف القوي فهذا أهم بكثير من شجب واستنكار أو طلب مقاطعة فريق أو دولة.