2012-07-16 | 07:03 مقالات

الصينيون قادمون

مشاركة الخبر      

ـ قبل أكثر من عقدين من الزمان كانت الكرة السعودية متقدمة بشكل كبير على كل دول القارة الآسيوية، وكانت الكرة في اليابان تحديداً تكاد تكون غائبة.. لدرجة أن أي لقاء كروي على صعيد المنتخبات أو الأندية السعودية اليابانية يكون محسوماً للسعوديين وبفارق كبير من الأهداف. ـ اليابانيون ومعهم الكوريون كانوا يخططون ويرسمون الاستراتيجيات ويعملون بأسلوب علمي لتطوير كرة القدم وتحويلها إلى صناعة حقيقية عبر إقحام الجانب الاستثماري والفكر الاحترافي إن كان على صعيد تطوير الدوري المحلي تنظيمياً أو بجلب محترفين أجانب متميزين أو إيفاد الوجوه الواعدة لمعسكرات تدريبية في دول متقدمة كروياً أو من خلال دخول الشركات التجارية كرعاة للدوري والأندية والتسويق. ـ في تلك الأثناء بقينا نحن على أحلام تقدمنا القديم على اليابان وكوريا دون تطور، وإن حدث تطور فهو بسيط للغاية يكاد لا يذكر وغير ملموس. ـ تقدم اليابانيون والكوريون وسبقونا وأصبحوا ضلعاً ثابتاً في تمثيل القارة الآسيوية في نهائيات كأس العالم. ـ اليوم ضلع شرق آسيوي ثالث يعمل بصمت ويخطط نحو تقدم كروي وسيكون هذا الضلع صعب المراس في قادم السنوات. ـ الصين تعمل اليوم وتخطط من أجل مستقبل كروي مزهر... الصين التي كانت ذات يوم منغلقة على نفسها بعيدة عن العالم نتيجة (نظام سياسي معين) نجدها اليوم أكثر انفتاحاً على العالم وتحديداً عالم كرة القدم. ـ الأندية الصينية باتت اليوم مملوكة لشركات تضخ ملايين الدولارات من أجل التعاقد مع أسماء كبيرة في عالم التدريب، أبرزهم مدرب منتخب الأرجنتين السابق سيرجيو باتيستا والإيطالي العجوز مارسيلو ليبي الذي يتقاضى راتباً سنوياً يبلغ 16 مليون دولار. ـ أما على صعيد المحترفين الأجانب، فالدوري الصيني في موسمه المقبل سيستضيف نجوماً كباراً جاءوا من القارة الأوروبية، أبرزهم دروغبا وسيدو كيتا وكانوتيه وأنيلكا وغيرهم ممن زرعوا الإبداع في دوريات دول أوروبا. ـ وجود هؤلاء المدربين العالميين والنجوم الكبار سيرفع كثيراً من مستوى الدوري الصيني، وستكون للكرة الصينية كلمتها القوية في القريب العاجل، ولعل تأهل فريق جوانغ لدور الثمانية في دوري أبطال آسيا مؤشر قوي على قدوم الكرة الصينية. ـ باختصار...الكرة الصينية في طريقها للحاق بكرتي اليابان وكوريا الجنوبية في وقت تتراجع الكرة السعودية للوراء.