احترافهم واحترافنا

ـ يقول الموقع الرسمي لنادي برشلونة (أعلن المالي سيدو كيتا الليلة أنه لن يستمر مع النادي الموسم المقبل، ونادي برشلونة يشكر سيدو كيتا على مساهمته في الأعوام التي ارتدى فيها شعار الفريق، ونتمنى له المزيد من النجاح والتوفيق على المستويين الشخصي والاحترافي). ـ أما النجم المالي سيدو كيتا فقال (كنت أتمنى أن أستمر مع برشلونة لولا أنهم تفهموا موقفي واقتنعوا أنه ليس بالإمكان أن استمر نتيجة لظروف خارج إرادتي وإرادتهم ولولا هذه الظروف لما رحلت عن برشلونة). ـ وعن سر رحيله للصين وعدم بقائه في أوروبا قال كيتا (ذات الظروف التي أبعدتني عن برشلونة ستواجهني في كل أندية أوروبا لذلك الحل هو الرحيل عن قارة أوروبا). ـ هل رأيتم جمال الخطاب بين نادي برشلونة ولاعبه كيتا عند فك الارتباط؟ ـ هل هو ذات الخطاب عندما يرحل لاعب سعودي أو حتى في العالم العربي عن ناديه إلى موقع احترافي آخر؟ ـ كيف تكون لغة الخطاب بين النادي وأحد لاعبيه عندما فقط (يلوح) برغبته عدم تجديد عقده، وكيف يكون الحوار عندما يصر على الرحيل وكيف يكون تعامل الجمهور عندما يلعب ذلك الفريق ضد فريقه الأصلي؟ ـ العلاقة بين أي نادي كرة قدم في العالم ولاعبيه المحترفين هي علاقة مصلحة للطرفين، ومتى التزمت المصلحة بقاء المحترف فإن النادي سيسعى للإبقاء عليه والعكس صحيح متى كانت مصلحة الفريق تتطلب رحيل اللاعب فإن النادي لن يسعى لتجديد العقد. ـ الأمر ذاته ينسحب على اللاعب المحترف، فهو في النهاية يبحث عن مصلحته الشخصية وهذا حق من حقوقه. ـ الفجوة كبيرة جداً بين مفهومنا للاحتراف ومفهوم الأوربيين، ومتى نجحنا في تقليص هذه الفجوة فنحن قريبون جداً من التطور الكروي. ـ في النهاية أقول إن الظروف التي أجبرت سيدو كيتا على الرحيل لم تكن سوء معاملة أو خلافاً، إنما الأمر يتعلق بالضرائب وهي مشكلة لا يمكن لنادي برشلونة حلها. ـ من أمضى 5 سنوات مقيماً في إسبانيا عليه أن يدفع 43% من دخله كضرائب بدلاً من النسبة السابقة وهي 24%. ـ لا تلوموا برشلونة ولا كيتا عندما فكا ارتباطهما، فحل المشكلة صعب للغاية بل يكاد يكون من المستحيلات بالنسبة للطرفين.