2012-07-03 | 07:44 مقالات

زمن الإسبان

مشاركة الخبر      

ـ اختتمت مقالتي يوم الأحد بالقول (إنني لم أخش يوماً على المنتخب الإسباني كما أخشى عليه الليلة من المنتخب الإيطالي) وكانت خشيتي نابعة من الظهور المشرف لمنتخب الآزوري أمام انجلترا ثم ألمانيا إلى جانب بطء التحضير للمنتخب الإسباني في منتصف الملعب وغياب رأس الحربة الحقيقي. ـ ما حدث ليلة النهائي قلب كل التوقعات وأزال خشيتي تماماً عندما (سرع) الإسبان نقلهم الكرة، وخدع مدربهم ديل بوسكي نظيره الإيطالي برانديللي بإبعاد ديفيد سيلفا عن الطرف ونقله إلى العمق ليلعب فابريجاس على الطرف ما فكك وشتت الدفاع الإيطالي. ـ إلى جانب سرعة نقل الكرة من قبل لاعبي منتخب إسبانيا فقد أجاد الإسبان تنفيذ أسلوب (القادمون من الخلف)، والدليل أن تسجيل الهدفين كانت بهذا الأسلوب. ـ ولإيقاف الخطورة الإيطالية، فقد نجح الإسبان في عزل بيرلو عن ثنائي المقدمة كاسانو وبالوتيلي، ثم عزل هذا الثنائي الأخير عن بعضهما وأخيراً تطويق بالوتيلي بكماشة دفاعية تصل أحياناً إلى 3 و4 لاعبين إسبان ما جعله حائراً مضطراً للتسديد العشوائي البعيد. ـ خروج المدافع الإيطالي الصلب (جورجيو كيلليني) كان لاشك ضربة موجعة للطليان ومريحة للإسبان، فقد تفكك الدفاع الإيطالي تماماً بمغادرته الملعب. ـ حكم المباراة لم يوفق في عدم احتساب ضربتي جزاء للإسبان (لمسة يد ودفع) كانتا كفيلتين بجعل النتيجة كبيرة في هذا النهائي المنتظر. ـ أجمل ما في المباراة الروح الرياضية التي كانت سائدة خلال المباراة وبعدها بين اللاعبين، فقد تلقى الطليان الهزيمة بروح رياضية وسارعوا لتهنئة الإسبان في وقت خفف الإسبان من وقع الخسارة على الطليان وصفقوا لهم وهم يصعدون المنصة. ـ أخيراً أقول: لماذا الأغلبية من متابعي كرة القدم في العالم تعاطفوا مع الإسبان وساندوهم؟ ـ الجواب سهل للغاية...إنها شعبية الدوري الإسباني الجارفة وتحديداً عملاقي (الليغا) برشلونة وريال مدريد. ـ المنتخب الإسباني اليوم يملك الشعبية الأولى على المستوى العالمي.. مبعداً المنتخب البرازيلي الذي ظل يتربع على الصدارة والشعبية عندما كان يقدم أروع كرة قدم ويطرب الجميع. ـ رغم أنني من أنصار المنتخب البرازيلي وسأبقى كذلك إلا أنني أقول إنه (زمن الإسبان).