2012-07-02 | 07:12 مقالات

اتحادات خاصة

مشاركة الخبر      

ـ رحل عبدالرحمن الحلافي عن رئاسة اتحاد كرة اليد، بعد أن قدم خلال فترة قصيرة عملاً مميزاً لكرة اليد السعودية أنتجت إنجازين كبيرين تمثلا في تأهل نادي مضر لبطولة كأس العالم للأندية ثم تأهل المنتخب السعودي الأول لنهائيات كأس العالم. ـ وتقول الأنباء إن استقالة الحلافي جاءت نظير (شح) الدعم من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأن الرجل لم يعد قادراً على الاستمرار في ظل الظروف المالية الحالية للاتحاد. ـ لست قريباً من اتحاد كرة اليد ولم يسبق حتى أن تشرفت بمقابلة الحلافي شخصياً لكنني سمعت وقرأت الكثير عن جهوده ودعمه المعنوي والمادي للاتحاد ولكرة اليد السعودية بشكل خاص وهو جهد يستحق عليه الحلافي الثناء والشكر، لكن لا يعني ذلك أن يبقى هو (المصدر) المالي الوحيد أو (الأكبر) لاتحاد كرة اليد، فالاتحاد في النهاية قطاع حكومي يجب أن يتم الصرف عليه من قبل الدولة وتحديداً الرئاسة العامة لرعاية الشباب. ـ وفي فترات سابقة ترأس اتحاد كرة اليد محمد المطرود الذي هو الآخر يشهد له الكثيرون بدعمه السخي والمتواصل (معنوياً ومالياً)، بل إنه كان من أبرز من أسسوا كرة اليد السعودية في عصرها الحديث وكان وراء العديد من إنجارات كرة اليد السعودية. ـ من يتابع اتحاد كرة اليد في مشواره الطويل يشعر أنه اتحاد (خاص) وليس حكومياً وذلك من خلال (تكفل) أكثر من رئيس لهذا الاتحاد بمصاريف الاتحاد ودعم اللعبة بشكل عام من خلال الأموال الخاصة لهذا الرئيس أو ذاك. ـ لا يمكن لأي لعبة رياضية (فردية كانت أو جماعية) أن تتطور وتحقق الإنجازات وهي (رهينة) دعم (شخصي) يشكر صاحبه لكنه ليس مطالباً أن يواصل دعمه، إذ إن (الأساس) هو الدعم الحكومي وما جاء من رئيس الاتحاد يعد دعماً جانبياً لا يجب أن نعده من ضمن ميزانية الاتحاد. ـ الأمر اليوم لا يتعلق فقط بكرة اليد وكيف سيكون حال المنتخب السعودي في النهائيات بقدر ما نتحدث عن خلل شامل في المنظومة الرياضية، إذ إن (شح) الدعم المالي يساهم كثيراً في عرقلة نمو الرياضة السعودية بشكل عام، خصوصاً أن (معظم) ميزانيات الاتحادات الرياضية لم تتغير ربما منذ عقد من الزمان أو أكثر من ذلك بكثير رغم تغير تكاليف إعداد هذه الألعاب عالمياً من موسم لآخر. ـ نقدر للمطرود والحلافي وكل من خدم كرة اليد السعودية أو أي لعبة أخرى من ماله (الخاص)، لكننا في ذات الوقت ننتظر علاجاً جذرياً لمعاناة الرياضة السعودية نتيجة قلة الدعم المالي.