2012-06-01 | 07:18 مقالات

كرة القدم بين المصروف والإيراد

مشاركة الخبر      

يقول أحد وزراء أوكرانيا (الذي تستضيف دولته مشاركة مع بولندا نهائيات أمم أوروبا بدءًا من الثامن من يونيو الجاري) إن هذه النهائيات قد تدعم خزينة الحكومة الأوكرانية بمليار ونصف المليار دولار. ـ ويقول وزير السياحة الأوكراني إن النهائيات ستدر ما بين 103 و 105 ملايين دولار في خزينة وزارة السياحة. ـ ويقول وزير النقل إن هناك طرقاً سيتم افتتاحها خصيصاً لخدمة النهائيات بينما طرق أخرى سيتم إغلاقها من أجل تحويلها لساحات شعبية لجماهير الدول المشاركة يعبرون فيها عن فرحتهم بالفوز. ـ هكذا هي كرة القدم عندما تتحول (بالفعل) إلى صناعة فتجد كل وزراء الدولة (كلاً فيما يخصه) يتحدث عن كرة القدم وكيف تم توظيفها لدعم خزينة وزارته. ـ في كل دول العالم (عدا الدول العربية) باتت كرة القدم صناعة يتم توظيفها من أجل دعم خزينة الدولة إلى جانب تحقيق الهدف الآخر وهو ترفيه الشعب وتمتعه بتنافس (رياضي حقيقي وشريف). ـ بالتأكيد (لامقارنة ولا وجه للشبه) بين نهائيات أمم أوروبا وبطولة العرب التي ستنطلق قريباً في جدة والطائف، لكن هناك (فوارق) كبيرة.. أهمها نظرتنا كعرب لمفهوم التنافس الرياضي وكيف أننا متطرفون في هذا الجانب، وتأكيداً لمصداقية كلامي تابعوا مباريات البطولة لتشاهدوا حجم الاحتجاجات والخروج عن الروح الرياضية وكذلك حدة التصريحات الإعلامية وأخيراً تابعوا القنوات الفضائية للدول المشاركة لتشعروا بأن كرة القدم (تفرقنا) أكثر مما (تجمعنا).. بينما ينظر العالم المتقدم لمثل هذه البطولات على أنها تنافس شريف عبر لعبة ترفيهية. ـ الفارق الآخر بين بطولاتنا العربية والبطولات العالمية هو أن هذه الأخيرة تدر الأرباح بالملايين وربما المليارات بينما نحن ندفع الملايين من أجل أن ننظم البطولات. ـ لن تتطور كرة القدم العربية حتى تزول الفوارق بيننا وبين العالم المتحضر. ذكرت (بعضاً) من الفوارق في السطور الماضية بينما من الصعب ذكر فوارق أخرى لا تخفى على القارئ الفطن.