2012-04-08 | 08:26 مقالات

رئيس البرشا ورئيس الميلان

مشاركة الخبر      

قد أعرف من هو رئيس نادي برشلونة (بحكم إعجابي الشديد بهذا النادي) وأعرف من هو مالك نادي ميلان (بحكم شهرته السياسية). ـ لكن الكثيرين حول العالم لا يعرفون من هم رؤساء الأندية طالما أنهم ليسوا من أنصارها أو ليسوا من المتابعين لكرة القدم عن قرب. ـ لو عملنا (استبانة) لشريحة عشوائية من الوسط الرياضي السعودي ففي تصوري أن عدداً قليلا جداً من المشاركين سينجح في ذكر أسماء رؤساء الأندية العالمية كبرشلونة وريال مدريد والميلان وغيرهم. ـ ولو تضمنت الاستبانة سؤالاً عن أسماء مدربي هذه الأندية فستجد أن الأغلبية سيجيبون بشكل صحيح. ـ الأمر في وسطنا الرياضي السعودي على العكس تماماً فالوسط الرياضي يعرف (ويحفظ عن ظهر قلب) أسماء رؤساء الأندية بل وحتى مديري الكرة بينما لا يعرفون أسماء المدربين وإذا عرفوهم قد يخطئون في نطق أسمائهم بشكل صحيح. ـ الوهج الإعلامي في رياضتنا بشكل عام يذهب للأقل عملاً (وهم الإداريون) ويتجاهل الأكثر عملاً وهم المدربون واللاعبون. ـ الكرة العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص بات فيها الإداري أكثر شهرة إعلامية من المدرب واللاعب وهذا (في تصوري) يعكس الشخصية العربية العاشقة للأضواء والإعلام. ـ لا أتردد في القول بأن ظهور الإداريين هذا الموسم كان أقل بكثير من المواسم السابقة وباتت أسماء المدراء الفنيين (جاروليم ـ برودوم ـ ماتوراناـ هاسيك) وغيرهم تتردد كثيراً وهذا هو الأمر المنطقي وأتمنى أن يتواصل غياب الحضور الإعلامي للإداريين وان يكون حضوراً مقنناً وعبر مؤتمرات صحفية محدودة جداً بحيث تكون عند الحاجة الضرورية فقط. ـ حتى أعضاء الشرف فهذا المسمى لا نسمع به سوى في الكرة السعودية وبات هذا المسمى طريقاً قصيراً وسريعاً للشهرة. ـ الحكام السعوديون أيضاً قد يكونون الأشهر على مستوى العالم في المجال التحكيمي ليس لكفاءاتهم إنما لكثرة تداول أسمائهم إعلامياً.. ـ أتمنى أن يكون الإعلام (في معظمه) مسلطاً على أدوات العمل الحقيقية (المدربين واللاعبين) ولا بأس من ظهور محدود للإداريين.. ـ لا تفهموا أنني أهمش رؤساء الأندية أو الشرفيين أو الإداريين أو الحكام فجهودهم ملموسة ومقدرة وتحديداً الرؤساء والشرفيون على اعتبار أنهم يدعمون الأندية بالجهد والمال ولكن أعتقد أن الوهج الإعلامي مبالغ فيه جداً حين التعامل مع هذه الشرائح.. ـ بل إن 70% من التغطية الإعلامية في كرة القدم السعودية تتمحور حول ما يدور بعيداً عن المستطيل الأخضر (في غالبها إثارة ممجوجة) أما التغطية الفنية المتعلقة باللعبة وتطويرها فبكل أسف تبقى في حدود الـ30%.