الصوت في النصر يعلو

لا أعلم هل فاز النصر في لقاء البارحة أم خسر ؟ (أكتب المقالة قبل المباراة)...فوزه (إذا كان قد حدث) لا يعني تعافي الفريق وهذا ما قلته قبل لقاء الهلال وأكرره اليوم. ـ فوز النصر في مباراة أو أكثر لا يعالج أوضاعه الفنية وإن كان قد يصحح شيئاً من الأمور المعنوية.. ـ ربما أن (بعض) النصراويين لا يكرهون أن يخسر فريقهم بشرط أن تكون الخسارة طريقاً لكشف الخلل وإصلاحه وهو ما لم يحدث مع النصر خلال المواسم الماضية عندما خسر الفريق كثيرا وكانت حاله تزداد سوءً.. ـ مشكلة النصر الحالية هي علو الصوت وقلة العمل وتحديداً العمل الفني حيث أن من تابع الفريق خلال آخر 4 مواسم لم يلمس أي تطور فني متدرج بل إن الفريق لا يمكن أن يقدم (جماعياً) أو (فردياً) ثلاث مباريات متتالية بمستوى متميز وهذا يعكس خللاً فنياً.. ـ وعندما أقول إن الصوت في النصر يعلو أقصد كثرة الحديث من الإداريين والفنيين وكذلك اللاعبين عن وعود بإصلاح الأخطاء والظهور بمظهر مشرف في اللقاء المقبل وهو أمر لم يحدث ومن المتوقع ألا يحدث لغياب الأدوات التي تساعد على تنفيذ تلك الوعود.. ـ أقدر لإدارة النصر وشرفييه وأجهزته الفنية واللاعبين حرصهم على مصالحة الجماهير الوفية ومحاولة إرضائهم ورفع روحهم المعنوية بعد كل خسارة لكن هذا الأسلوب لم يعد مجدياً مع هذه الجماهير التي اشتهرت بالصبر والوفاء والتضحية بينما من يطلق التصريحات لا يمتاز بكثير من هذه الصفات ! ـ عودة النصر يجب أن تبدأ بخفض الصوت أولاً ومنح مساحة أكبر للعمل وأقصد العمل الإيجابي (الملموس) الذي يشعر به المشجع النصراوي وحينها سيجدد هذا المشجع دعمه للفريق بينما استمرار علو الصوت وغياب العمل الإيجابي قد يدفع بالفريق نحو المجهول وبجماهيره نحو الهجران ولن أقول الرحيل لأن من يعشق لا يمكن أن يرحل عن عشقه إنما قد يهجره.. ـ أتصور كل الشرائح النصراوية تتحمل جزءً من مسؤولية ما يحدث للفريق الكروي ما عدا شريحة الجماهير فهي الشريحة الوحيدة التي أدت أكثر مما هو منتظر منها خلال المرحلة الماضية وهي (بالمناسبة) الشريحة التي من الصعب إعادتها إذا قررت الهجران لأنها ليست مدربين أو لاعبين يتم التعاقد معهم بالمال... ـ الأشهر الثلاثة المقبلة يجب أن تكون مختلفة تماماً في نادي النصر من خلال ورشة عمل تتضمن تلمس السلبيات ووضع الحلول العاجلة التي تضمن عودة الفريق من خلال معسكر صيفي يجب أن يكون بالفعل معسكراً إعدادياً يضم الأدوات الضرورية لأن يعود النصر قوياً وفارساً من فرسان كرة القدم السعودية..