2012-03-09 | 05:42 مقالات

المال يحدد الأهداف

مشاركة الخبر      

يتواصل الحوار حول هوية الشخصية المتوقعة لقيادة الاتحاد السعودي لكرة القدم، فيطرح الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أسماء مرشحين قد تكون حقيقية تسعى لجس النبض وربما هي من الشائعات التي اعتاد وسطنا الرياضي عليها. ـ لست هنا لأحدد من الأنسب لقيادة اتحاد الكرة فمن يحدد هويته هم أعضاء الجمعية العمومية المفترض إعلانهم خلال الأشهر القليلة المقبلة. ـ الوسط الرياضي السعودي يضم العديد من الشخصيات المؤهلة لقيادة اتحاد الكرة وعندما أقول إنها مؤهلة إنما أتحدث عن الفكر الإداري ولا أتحدث هنا عن جانب آخر هام للغاية هو الجانب المالي. ـ أقول إن لدينا شخصيات مؤهلة إداريّاً وقادرة على طرح برنامجها لقيادة اتحاد الكرة لكن هذه البرامج تبقى حبراً على ورق، وتبقى أحلاماً طالما أن الأمور المالية غائبة. ـ من الصعب على أيّ مرشح مقبل أن يعد بتنفيذ برنامجه وهو لا يعلم عن الميزانية التي ستكون تحت تصرفه ومدى تجاوب اللجنة الأولمبية أو رعاية الشباب في توفير الميزانية الكافية أو الدعم الطارئ متى التزم الأمر ذلك. ـ الناجحون في علم الإدارة هم من حددوا أهدافهم ثم أعلنوا برامجهم وخططهم وفق الميزانية المتاحة ولم يعيشوا الوهم والأحلام. ـ لو أن الأمور تدار بالآمال والأحلام لحدد كلّ مرشح أهدافاً خيالية ووضع برامج وخططاً لتحقيقها، لكنه في النهاية سيكون تحت طائلة المساءلة وربما العقاب. ـ دعوني هنا أضرب مثالاً (ناجحاً) لكيفية توظيف الفكر الإداري لأن يعمل وفق الميزانية المتاحة.. وهنا أقصد النادي النموذجي نادي الفتح برئاسة المثالي المهندس عبدالعزيز العفالق. ـ إدارة الفتح تعاملت مع واقعها، وحددت أهدافها في دوري زين منذ الصعود وفق الأموال المتاحة أو المتوقع توفرها دون تفاؤل مفرط أو بناء أهداف على مبالغ قد لا تتوفر. ـ متأكد أن إدارة الفتح قد تزيد من طموحاتها وأهدافها بمجرد تأكدها من توفر سيولة مالية تفوق تلك التي توفرت في المواسم الماضية.. أيّ أن الميزانية تحدد الأهداف وأن الفكر الإداري يرسم برامجه وفق الميزانية المتاحة والمتوقعة. ـ من هنا نقول لأيّ مرشح لرئاسة اتحاد الكرة: لا تتسرع بإطلاق الوعود أو تحديد الأهداف دون أن تعلم حقيقة الميزانية المتاحة أو التي ستتوفر لك خلال فترة رئاستك للاتحاد وعلى ضوء الميزانية حدد أهدافك وأعلن خططك وبرامجك التي سيحاسبك عليها أعضاء الجمعية العمومية عند انتهاء فترة رئاستك.