دائرة المنتصف - خارطة طريق جديدة

الاعتذار والاستقالة كانت أقل ما يمكن أن يقبله الوسط الرياضي السعودي وليس أكبر ما يمكن أن يقوم به مجلس إدارة اتحاد الكرة... ـ الاستقالة وتقديم الاعتذار هي الحد الأدنى الذي يمكن أن يقبل به المواطن السعودي بشكل عام إذ أن الأمر لم يكن يتعلق بناد يشجعه المئات أو حتى الألوف.. الأمر كان يتعلق بسمعة وطن وإنجازاته ومكتسباته الرياضية... ـ ما حدث في استراليا هو امتداد لما حدث في نهائيات مونديال 2002 وتصفيات مونديال 2010 ونهائيات أمم آسيا ودورة كأس الخليج وما حدث للمنتخب الأولمبي... ـ رحل مجلس إدارة اتحاد الكرة وعلينا أن نقول شكراً من باب (للمجتهد نصيب) ولكن في نفس الوقت يجب أن ندرس بعناية مستقبل كرة القدم السعودية إذ أن ما حدث خلال العقد الماضي وتحديداً منذ مونديال اليابان 2002 لم يكن مفرحاً على الإطلاق لجماهير الكرة السعودية... ـ إخفاقات متتالية على مستوى المنتخبات باستثناء حضور متواضع على مستوى منتخبي الناشئين والشباب لا يعكس القيمة الحقيقية للكرة السعودية... ـ رحل مجلس إدارة الكرة بعد أن اجتهد وحاول لكن ذلك الجهد وتلك المحاولات لم تحقق لنا الطموحات فكان من الطبيعي أن يرحل الاتحاد فهذه سنة الحياة... ـ الحياة لا تتوقف أبداً...والإخفاقات لا تعني النهايات بل أنها (لمن يتعامل معها بشكل صحيح) تكون هي الطريق الصحيح للإنجازات لأن الأخطاء هي التي تعلمنا الصواب... ـ قالوا لمكتشف المصباح الكهربائي توماس اديسون (أنت فشلت 10 الاف مرة في اختراع المصباح الكهربائي) فرد عليهم بقوله ( لم افشل لكنني اكتشفت 10 الاف طريقة لا يعمل بها المصباح الكهربائي)...إجابة اديسون توضح لنا كيف أن الإخفاقات هي أفضل طريق نحو الانجازات... ـ يجب أن تكون لنا خارطة طريق جديدة ليس على مستوى كرة القدم فقط بل على مستوى الرياضة السعودية وتحديداً على صعيد تعدد المناصب... ـ ليس من المنطق أن يكون ذات الشخص مرجعاً لنفسه في التقييم والمحاسبة هذا إلى جانب أنه ليس لدى البشر قدرات وطاقات العمل في 4 أو 5 مناصب أو حتى أكثر... ـ أيضاً ما حدث من إخفاقات في كرة القدم وما تلاها من اعتذار واستقالة يجب أن يكون درساً لكافة الاتحادات الرياضية بحيث يعيدون حساباتهم ويعلموا أن مصيرهم الرحيل إذا كانوا غير أهل للمسئولية الملقاة على عاتقهم.. ـ رب ضارة نافعة...قد تكون خسارة منتخبنا الوطني (كرة القدم) فرصة لإعادة رسم منهج الرياضة السعودية (بشكل عام)..