الجنادرية و التوعية الرياضية

تعيش المملكة هذه الأيام فرحة المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية).. - لست أنا من يتحدث عن فعاليات هذا المهرجان السنوي الذي اقترب من عقده الثالث... فعاليات المهرجان هي خير من يتحدث عن المهرجان إلى جانب الزوار والمشاركون وجميل جداً أن تأتي الإشادة من مشاركين وإعلاميين غير سعوديين... - (الجنادرية) الاسم المختصر للمهرجان (بل أنه الاسم المحبب) أصبح جزءً من تاريخ هذا الوطن الغالي...لم يعد مختصراً على التراث بل تعداه إلى ما هو أشمل وأهم واقصد هنا المنتديات الثقافية التي تعقد على هامش المهرجان ويشارك فيها أكاديميون وأدباء سعوديون وغير سعوديين يثرون تلك المنتديات بالفكر والثقافة... - كإعلامي رياضي وسعودي غيور على رياضة وطنه وعلى ثقافة ووعي جماهير هذا الوطن أجد نفسي أتساءل عن أسباب غياب المنتديات الرياضية (التثقيفية) عن فعاليات هذا المهرجان العالمي... - الجمهور الرياضي (بل ربما أن المهتمين بالشأن الرياضي) باتوا اليوم يشكلون نسبة كبيرة من السكان قد تصل إلى 80% هذا على صعيد المتابعة والاهتمام بالرياضة (عن بعد) بينما تصل نسبة من يهتمون بالرياضة عن قرب (بالحضور للملاعب أو متابعة البرامج الرياضية) إلى ما يقرب من 60 % من السكان... - نتحدث عن شريحة تتجاوز أكثر من نصف سكان المملكة ومهم جداً أن نزرع الوعي والثقافة في هذه الشريحة من خلال تثقيف من ليس بمثقف وزيادة وعي وثقافة من يملك شيئاً من الثقافة... - بناء الثقافة والوعي أو زيادة معدلها في الإنسان يتم من خلال التربية المنزلية والتعليم المدرسي والبرامج الإعلامية وهذه لاشك أنها موجودة حالياً في المجتمع السعودي وساهمت في تثقيف وزيادة مستوى الوعي والثقافة لدى المواطن السعودي بشكل عام... - من خلال (الجنادرية) نأمل كرياضيين أن يكون للرياضيين مستقبلاً نصيب من المنتديات التي تعقد على هامش هذا المهرجان العالمي...منتديات يحاضر فيها إعلاميون كبار وأكاديميون متخصصون في علم النفس والاجتماع... - نريد منتديات متقدمة تخاطب وتحاور المشجع الرياضي...تثقف من لا يملك الثقافة.. وترفع من مستوى ثقافة من يملك الثقافة... - ننتظر منتديات تساهم في تنمية مسئولية المواطنة لدى المشجع الرياضي وغرس حب رياضة الوطن في نفسه...منتديات تساهم في إطفاء حمى التعصب التي تجتاح الوسط الرياضي حالياً...منتديات تساهم في بناء جيل رياضي قادم يؤمن بالتنافس الشريف وبأن رياضة الوطن تأتي أولاً...جيل لا يعرف للتعصب عنواناً.