2012-02-04 | 18:00 مقالات

الرسالة الأسمى للرياضة

مشاركة الخبر      

محزن جداً ما حدث في ملعب المصري البورسعيدي مساء الأربعاء.. حتى وصف يوم (أسود للكرة) والذي أطلقه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر لا يمكن أن يكفي لوصف ذلك اليوم المؤلم الدامي..
ـ علينا في البداية أن نترحم على من انتقل إلى رحمة الله ونسأل لهم المغفرة ولأهلهم الصبر والسلوان وأن يجعلها آخر أحزان ومصائب الشعب المصري الشقيق..
ـ ما حدث لا يمكن أن يتعلق بكرة القدم أو الرياضة أو تنافسها بل هو أمر بعيد كل البعد عن هذه المفاهيم والدليل أن ما حدث كان على أرض الفريق الفائز ولم يحدث خلال المباراة ما عكر صفوها وأدى إلى حدوث تلك الكارثة.
ـ لو أن الفريق صاحب الأرض خسر المباراة أو تعرض لظلم تحكيمي لكان من الممكن توقع ما حدث (وإن كان ذلك أصلاً أمراً غير مقبول في الرياضة إذ أنها تنافس شريف قبل كل شيء) ولكن نقول ذلك بحثاً عن مبررات وهو ما لم يحدث ففريق المصري فاز بجدارة وفريق الأهلي تقبل الخسارة بكل روح رياضية..
ـ لست مواطناً مصرياً وبالتالي لن أكون أقدر من الأشقاء على تشخيص الحالة وتلمس مبرراتها إنما كمتابع وناقد أستطيع القول بأن من تصرف تلك التصرفات لا يمكن أن يكون مشجعاً رياضياً، فالمشجع الرياضي (الحقيقي) لا يخرج عن السلوك الرياضي ولا يتصرف بعيداً عن الروح الرياضية طالما أنه يؤمن بمبدأ التنافس الرياضي الشريف..
ـ في تصوري أن من تصرف ذلك التصرف هو دخيل على مسمى المشجع الرياضي وكان ينفذ أجندة وتوقع قبل المباراة حدوث مشاكل خلال المباراة وعند حدوثها سينزل ذلك (الدخيل على الرياضة) إلى أرض الملعب لتنفيذ أجندته..
ـ المباراة سارت بشكل طبيعي وبروح رياضية عالية حتى انتهت وهو ما خالف توقعات ذلك (الدخيل) ومع ذلك أصر على تنفيذ أجندته وتسبب في وقوع كارثة أصابت العالم وليس المصريين فقط بصدمة لا توصف..
ـ الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص تمثل رسالة حب وتآلف بين أبناء الوطن الواحد وبين شعوب العالم..
ـ كرة القدم قربت شعوب العالم من بعضها من خلال من يفهم التنافس الرياضي الشريف..
ـ كثير من الدول التي تمر بعدم استقرار سياسي (ومن بينها مصر) استخدمت كرة القدم كوسيلة فاعلة لتهدئة الشارع وتأكيد المحبة والتآلف...
ـ كثير من الدول (ومن بينها مصر) حرصت على تفعيل منافسات كرة القدم من أجل تهدئة الشارع خلال فترات عدم الاستقرار السياسي لكن (المندسين والدخلاء والمنفذين لبعض الأجندات) ظلوا وسيبقون (نشازاً) في تركيبة كل مجتمع صالح نظيف..
ـ على المصريين أن يتكاتفوا من أجل نبذ أولئك النشاز الذين لم يشوهوا كرة القدم فقط ولم يصنعوا الحزن في نفوس المصريين فقط بل شوهوا المفهوم الحقيقي لكرة القدم وتنافسها الشريف وصنعوا الحزن في نفوس كل شعوب العالم..
ـ علينا جميعاً أن نتكاتف لكي نسجن أولئك الخارجين عن الروح الرياضية في زاوية ضيقة لا تليق إلا بهم.. زاوية ضيقة للغاية بحجمهم وحجم أفكارهم المتخلفة..
ـ أما كرة القدم وجماهيرها المتفهمين لمعنى ورسالة التنافس الرياضي الشريف فسيبقون صورة ناصعة في عيون كل شعوب العالم.