كرة قدم عالمية جديدة
ـ في الأرجنتين سقط الكبار عندما غادر منتخبا الأرجنتين والبرازيل في وقت مبكر منافسات كوبا أميركا ليذهب اللقب لمنتخب الأورجواي الذي يعد في الفترة الحالية (ومنذ نهائيات كأس العالم الأخيرة) أفضل منتخب في تلك القارة...
ـ تحقيق الأورجواي للقب البطولة لم يكن مفاجأة نظير المستويات المتطورة التي قدمها هذا المنتخب خلال العامين الماضيين إلى جانب التراجع الواضح في مستوى منتخبي البرازيل والأرجنتين وهما المنتخبان اللذان دفعا ثمن حرص المحترفين على سلامتهم وتفضيلهم مصالحهم الشخصية على مصلحة منتخب الوطن بينما صارع لاعبو المنتخبات الأخرى من أجل تقديم أنفسهم في سوق تعد أكبر سوق للمحترفين في العالم وهي كوبا أميركا...
ـ سقوط الكبار في الأرجنتين هو امتداد لتاريخ كروي جديد بدأت ملامحه تظهر على منافسات كرة القدم ولعل نهائيات كأس العالم ليست ببعيدة إذ فاجأ المنتخب الأسباني الجميع وفاز باللقب ليكتب تاريخاً جديداً لنهائيات كأس العالم...
ـ في آسيا وأفريقيا الأمور لا تختلف كثيراً فالمنتخبات العريقة وذات التاريخ في القارتين بدأت شمسها تغرب ومستوياتها الفنية تتراجع بينما تبرز منتخبات كانت تعيش في مناطق الوسط والمؤخرة لكنها عملت بجد حتى تطورت وبدأت تنافس بقوة على الريادة في القارتين الصفراء والسمراء..
ـ حتى على صعيد مدربي كرة القدم بات التغير ملحوظاً ففي العقود الثلاثة الماضية كانت كرة القدم على مستوى العالم لا تعرف سوى المدربين البرازيليين والألمان والإنجليز بينما اليوم أصبحت المنتخبات العالمية والفرق الكبيرة على مستوى العالم تتعاقد مع مدربين من دول لا تملك تاريخاً مميزاً في كرة القدم وينجح هؤلاء المدربون في صناعة مجد للمنتخبات والفرق التي يدربونها...
ـ أما على المستوى الإعلام الرياضي فصحيح أن العالم بات قرية صغيرة نتيجة انفجار إعلامي إلا أن الإعلام الرياضي لا زال دون الطموح على صعيد تقديم النصح والنقد والخطط الإستراتيجية وبات الإعلام الرياضي (في معظمه) يعتمد على الإثارة والنقد غير الهادف!
ـ في تصوري أن كرة القدم تتغير وتصنع تاريخاً جديداً بينما الإعلام الرياضي لا زال لا يواكب هذا التغير...