2010-08-07 | 18:00 مقالات

صمت نور

مشاركة الخبر      

أطرب كثيراً لأداء اللاعب محمد نور الذي يشعرني بأن كرة القدم عندما يطوعها موهوب بحجم نور فهي أشبه بريشة فنان تشكيلي يحول الخيال إلى واقع أو عازف موسيقي تطرب لعزفه فتشعر بأن آلته تتحدث..
ـ عندما يحضر محمد نور تحضر متعة كرة القدم وحينها لا تندم على ساعات قضيتها تشاهد كرة تركل وهي غير ذلك تماماً بل هي فن لا يجيده سوى من هو بحجم محمد نور..
ـ هذا الموهوب الذي يمنحنا الإحساس بمتعة وجمال كرة القدم لا يجعلنا مطمئنين لأنه يعلقنا بفنه ويذهب فجأة أو يكاد يذهب من خلال إثارة قضايا نبقى نحن دوماً الغائبين عن (حقيقة) المشهد..
ـ في كل موسم (بدايته أو منتصفه أو نهايته) يعكر نور صفو متعتنا بفنه ويبقى عشاق فنه مترقبين ما ستنتهي عليه خلافاته أو اختلافاته (سموها ما شئتم) مع مسيري فريق الاتحاد..
ـ أتمنى ألا يفهم نور أنني هنا ألقي عليه باللائمة وفي نفس الوقت أنا لا أمنحه صك البراءة لأنني (كغيري) لا أعلم ما هي الحقيقة..
ـ الكل يتحدث.. الجميع يجتهدون.. لكن عنصر القضية الأساسي (نور) صامت ليمنح حيرة أكبر لقضية مبهمة..
ـ غياب نور يعني غياب المتعة وخسارة موهوب.. لا بد أن ينطق هذا الموهوب بلسانه (مثلما نطقت قدمه فناً وإبداعاً).. ينطق ليقول لنا ما هي معاناته فإما نقبل أن الحق معه فنسانده أو يكون الأمر غير ذلك فنعاتبه.. أما الصمت فيعني المزيد من الظلام والغموض..
ـ مشكلة نور الحالية أن من يتحدث عنه فئتان.. فئة لا تريد لهذا الموهوب أن يواصل نجوميته وحضوره وإبداعه وتسعى لزرع الأشواك في طريقه.. وفئة تغمض عينيها عن سلبيات هذا المبدع الموهوب..
ـ وبين (العاشقين المندفعين) و(الكارهين) يكاد نور يختفي وموهبته تحترق لنخسر نحن متعة أدائه..
ـ هل ينطق نور بالحقيقة.. أم يكتفي كعادته بالصمت ويعود للإبداع من جديد لكنه إبداع قد لا يطول ما لم تحسم الأمور بوضوح.