فرحة سعودية بعودة الأخضر
أعتقد أنه من حق السعوديين أمس أن يعلنوا عن الأفراح والليالي الملاح، ليس لأنهم هزموا إندونيسيا بهدفين لهدف على أرض جاكرتا، بل لعدة أسباب، أرى في مقدمتها العودة إلى جو المباراة سريعاً، وتمكنهم من تعديل النتيجة رغم الضغوط النفسية الكبيرة للجماهير الإندونيسية التي فاقت الثمانين ألف متفرج في ملعب المباراة.. وأمر العودة لتعديل النتيجة أمر مبهج في ظل تلك الأجواء الماطرة والدعم الجماهيري الغفير، إذ إنه من فترة طويلة لم نرى فريقاً سعودياً يتأخر ثم يعود للمباراة ويخرج منتصراً إلا نادراً سواء على مستوى الأندية أو حتى المنتخبات وهو جانب يتدخل فيه العامل النفسي كثيراً، كما أن من حسنات المباراة أمس أو العوامل الباعثة للفرح والتفاؤل في مستقبل أفضل أن الفريق لم يتراجع للدفاع كثيراً حتى وهو متقدم بهدفين، وظل مسيطراً على الكرة بكل حماس وتفانٍ، وتجلت روح معنوية عالية في كل كرة يقطعها المنافس ليعود لاعبو الأخضر للحصول عليها مجدداً. ولا أنسى نقاط المباراة الثلاث التي باتت في الرصيد السعودي وجعلت منه في المرتبة الأولى، وعلى رأس قائمة منتخبات المجموعة الآسيوية الثالثة برصيد ست نقاط، وهو أمر نفسي آخر يقف إلى جانب الأخضر، وتجعله يلعب بأريحية تامة عندما يواجه العراقيين في 15 من أكتوبر المقبل على أرضهم في أول مباراة رسمية لأسود الرافدين على أرضعهم منذ سنين عدة.. إذ إنه يرجح أن يمنحهم الاتحاد الدولي الـ(فيفا) الفرصة كاملة للعب على أرضهم قبل نهاية العام الميلادي الجاري. أما الأمر الأكثر سعادة للجماهير السعودية، البراعة الكبيرة التي أظهرها المهاجم يوسف السالم في مقدرته على حسم المباراة من أنصاف الفرص، واستطاعته قلب تأخر الأخضر بهدف لفوز ثمين بهدفين أرسلهما كـ(السهم) إلى المرمى الإندونيسي، وهو ما يعني حل مشكلة الأخضر في منطقة الهجوم والتي عانى منها كثيراً. وإلى حين عودة الأخضر مجدداً للحضور الرسمي بعد ستة أشهر تقريباً أمام العراق، يكون السالم قد ذهب إلى الهلال، وفتح صفحة جديدة من مسيرته الكروية مع فريق قادر على خلق أجواء أكثر ملاءمة للنجومية، صحيح أننا ما زلنا في أول المشوار ولكن الفوز أمس على إندونيسيا غير أنه وضع المنتخب السعودي في صدارة سلم الترتيب لمجموعته.. فقد جعل الفرح الجماهيري متواصلاً، وعزز قدرة الأخضر للعودة من جديد وهو ما يكفل تجاوز الإحباط النفسي الذي كان عليه طوال فترة مضت، بشرط مواصلة العمل الجاد وعدم التراخي والركون على ما تم تحصيله أمام الصين وإندونيسيا تباعاً.