تكديس الهلال يضر بالمنتخب
الهلال بدعم من أعضاء شرفه بات ينتهج أسلوب التكديس، فتجده يستحوذ على كل النجوم حتى إن لم يحتج إليهم، لدرجة انتفى معها مبدأ تكافؤ الفرص، وأصبح جليًّا في ظل ذلك بأن الموسم المقبل هلالي بكل المقاييس، ودون أي منافس في الوقت الذي كبل فيه الاتحاد بديون كان بصيص الأمل للخروج منها التخصيص، ولكنها لم تقر، وبالتالي أصبح العميد مهددًا بين الحين والآخر بقرارات قد تصل إلى التهبيط، في حين تفنن الأهلي في القضاء على مواطن قوته من خلال سياسة التفريط ومنهجية الأنا، أما النصر فتاه في صدامات إدارية يبدو أنه لن يتعافى منها في القريب العاجل، والشباب غرق في حرب البيانات التي ستنعكس عليه سلبًا في المقام الأول، وبذلك خلت الساحة للهلال تمامًا.
وهو الذي تعمل إدارته جاهدة لخطف أي نجم يبرز على الساحة، وآخرهم كنو وكادش، ومن قبله مختار، وهي بذلك تقضي على التنافس بين الأندية السعودية، وهو سبب رئيسي لرفع مستوى المنافسات الملحية، ذلك بفضل الإمكانيات المالية الكبيرة لأعضاء شرف النادي الذين أنفقوا أكثر من مئة مليون في صفقات هذا الموسم، وترفض في المقابل الإدارة الهلالية التنازل عن الشمراني لمصلحة الشباب إلا بمقابل مالي كبير، ودون اكتراث حتى بمطالبة مدرب المنتخب مارفيك بحسم موضوعه، ومثل هذا النهج لا يخدم مصلحة الكرة السعودية، وإنما يضر بها في الوقت الذي يعزز فيه مكانة الهلال فقط، وبالتالي تأتي الأفضلية للنادي بالنسبة للإدارة، حتى إن كانت على حساب مصلحة الكرة السعودية.
بواقعية كنت أتمنى من إدارة الأمير نواف بن سعد وهي التي عرفت بتميزها في العمل الإداري الهلالي، أن تكون أكثر حرصًا على مصلحة الكرة السعودية، وأن تراعي انعكاسات سياسة التكديس التي تنتهجها على المنتخب السعودي، الذي يتأهب لخوض مرحلة حاسمة للتأهل إلى نهائيات كأس العالم، وليس فقط مصلحة الهلال ولا بأس بالطوفان بعدها.
رسالة لجمهور الاتحاد
في ظل الأوضاع القاسية التي يمر بها ناديكم، من المفترض ألا تنفروا الحائلي من خلال المطالبة بأكثر مما يحتمل؛ فالرجل ومن يقف خلفه لهم كل الشكر والتقدير على ما يقدمونه للنادي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أما البطولة الآسيوية فـ"ملحوق عليها"، ومن الحكمة بمكان الاعتذار عنها وتوظيف الوفر المالي جراء ذلك في الخلاص من الكوارث المتوالية تباعًا، كما أن منصات التتويج لن تغيب عن العميد طويلاً، ولكن المهم الآن أن تحافظ إدارة النادي على توازن الفريق، بحيث لا يتعرض للهبوط أو الانهيار إثر المديونيات الغريبة والعجيبة التي رغم ذلك لم تحرك هيئة الرياضة ولا اتحاد الكرة، وفي تصوري أن ذلك في حد ذاته إنجاز يحتسب لإدارة الحائلي.