دقيقة صمت على منتخبنا
لم ولن يتخذ الاتحاد الدولي أي إجراء تجاه المنتخب السعودي؛ لعدم الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا هجمات لندن في مباراته الأخيرة أمام المنتخب الأسترالي؛ لأنه لا يوجد ما يجبر المنتخب السعودي أو أي منتخب أو فريق في العالم نظامًا على ذلك، وعدم وقوف لاعبي منتخبنا دقيقة صمت لا يعني أننا لا نشاطر اللندنيين أحزان مصابهم الجلل، ليس وحدهم، بل أي متضرر من أعمال الغدر والإرهاب في العالم أجمع.
وللمعلومية، فإن هناك أقوالاً متعددة حول مفهوم دقيقة الصمت؛ فهناك من يؤكد بأنها فكرة فرنسية ولدت في عام 1919 احتفالاً بنصر الحلفاء على ألمانيا في الحرب العالمية الأولى؛ لشحذ الهمم والحماس والتذكير بهذا النصر العظيم، الذي غير مجرى التاريخ، وهناك قول آخر يذهب إلى أنها فكرة طرحها صحفي أسترالي اسمه إدوارد جورج حدادًا على أرواح قتلى الحرب العالمية الأولى، وأيضًا هناك من يذهب إلى أنها صلاة تعرف بـProgrammed worship لجماعة تسمى Quakers انفصلت عن الكنيسة.
طبعًا بالمفهوم الديني نحن نرفض تتبع أي نهج تعبدي غير إسلامي، ولا مزايدة في ذلك، وبالمفهوم الحضاري لا نمانع مشاركة المجتمعات الأخرى أحزانهم، أما بمفهوم شحذ الهمم فنحن بعد خسارة أستراليا في أمس الحاجة إليه؛ فلنقف دقيقة صمت على منتخبنا أملاً في العودة التي بكل تأكيد لن تكون سهلة؛ فالمنتخب الياباني لديه مباراة سهلة أمام العراق، وسوف يستضيف أستراليا، ومن الممكن أن يصل إلى النقطة 22، ولا أعتقد أن الأخضر سيسمح له بالوصول إلى النقطة 25، فيما يستضيف المنتخب الأسترالي تايلاند وسيحصد ثلاث نقاط ليجمع 19 نقطة، وبكم وافر من الأهداف، أي أن فارق الأهداف الذي وضعنا ثانيًا حتى الآن سينتهي عندها، وبالتالي فعلينا إذا ما أردنا التأهل مباشرة جمع 4 نقاط من ست لنصل إلى النقطة 20 من خلال التعادل مع الإمارات والفوز على اليابان على اعتبار أننا نستضيف اليابان على أرضنا وبين جماهيرنا، أي أن فوز واحد لن يكفينا، بل نحتاج إلى فوز وتعادل على أقل تقدير، ولن أكون متشائمًا لأفكر في خسارتين؛ فمعها ثلاثة انتصارات لمنتخب الإمارات ستقذف بنا خارج المنافسة.
هكذا أصبحت الأمور معقدة بعد ثلاثية أاستراليا التي بلا شك يتحمل مسؤوليتها اللاعبون في المقام الأول؛ فالمسيليم لم يكن في يومه كما أن أسامة قدم واحدة من أسوأ مبارياته، وحسنة تيسير الكرة التي جاء منها الهدف الثاني، وهي نفسها حسنة الشهري، بينما ساهم البريك في تسجيل الهدف القاتل في مرمانا، ولن أتحدث عن الزوري الذي كان ممرًّا سالكًا لكل هجمات أستراليا وسط اكتفاء مارفيك بالتفرج على المشهد دون علاج، نحن بواقعية نشيد بكل ما قدمه مارفيك ولكن في نفس الوقت ذلك ليس مبدأ؛ فمتى ما أساء أيضًا نشير إليه بأصبع الاتهام ونحمله المسؤولية أملاً في تصحيح المسار في المرحلة المقبلة التي نتمنى فيها عودة منتخبنا إلى سابق عهده؛ فكل ما سبق لا قيمة له إذا لم نتأهل إلى روسيا.