نعمة الجمهور
قرن إلا عشر سنوات بالتمام والكمال هو عمر نادي الاتحاد، عميد الأندية السعودية، الذي احتفل بهذه المناسبة يوم أمس الأول بكرنفال ولا أروع شهده ملعب الجوهرة وشارك فيه الفنان الكبير عبد المجيد عبد الله بكلمات معبرة، واللبان بموال حجازي أصيل وختمه العندليب الاتحادي صالح القرني بلحن جميل، وتجلى فيه جمهور الاتحاد الذي كان كالعادة النجم الأول من خلال اللوحات الفنية والجمالية الرائعة التي رسمها أكثر من ستين ألف مشجع حضروا منذ ساعات مبكرة للمشاركة في احتفالية معشوقهم الكيان الأصفر في ذكرى ميلاده التسعين الأمر الذي دفع الأمير عبد الله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة إلى القول تعليقاً على هذا الحدث التاريخي جمهور الاتحاد أكبر نعمة.
نعم هو كذلك جمهور غير عادي، حضوره مميز وفاعل في كل دقائق المباراة، فيساهم بفاعليته في تحقيق الانتصارات وحصد النقاط تماما كما فعل في العديد من مباريات هذا الموسم دون أن أذهب بعيدا وأكثر من ذلك، فالتاريخ شاهد على تضحيات كبيرة قدمها هذا الجمهور المثالي الذي يحضر ويؤازر سواء فاز الفريق أو خسر، فالمساندة بالنسبة للاتحاديين واجب في كل الظروف ولا أبالغ عندما أقول إن الجمهور كان عاملا رئيسياً في استمرارية الكيان في الوجود رغم العواصف التي تعرض لها عبر تسعين عاما والتي لو تعرض لمثلها ناد غيره لكان من قصص الماضي، إلا أن الأمر يختلف مع العميد، فها هو واقف على أقدامه ينافس ويصارع ويحصد ألقاباً يدونها تاريخ التسعيني الوقور بماء من ذهب.
جمهور الاتحاد ليس كأي جمهور فهو شريك في القرار الاتحادي وصاحب كلمة مسموعة داخل أروقة النادي، فتجد أن من حق أصغر مشجع اتحادي أن يستوقف أكبر مسؤول اتحادي ويتباحث معه وسط احترام متبادل في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالكيان في ظاهرة لا تجدها في أي ناد آخر، فهنيئا للرياضة السعودية عميدها، وكل عام وأنت وجمهورك بخير يا إتي.
إنصافاً للتميرك
في مقال سابق قلت إن الاستثمار في نادي الاتحاد ليس بالمستوى المطلوب على اعتبار أن الاتحاد بالرغم من حضوره الجيد في هذا الموسم ومنافسته على الألقاب بقوة، إضافة إلى أن جماهيريته الجارفة إلا أنه يلعب بدون راعٍ رسمي وتلك هي المهمة الأولى لمن يحمل ملف الاستثمار بالنادي، فإذا لم يفلح فيها فهو بالتأكيد غير ناجح، والآن وبعدما استطاع التميرك أن يبرم عقود الرعاية وأن يخرج لنا كرنفالاً رائعا غير مكلف، بل در دخلاً لخزينة الاتحاد فيستحق أن ننصفه ونقول إنه نجح باقتدار في تنفيذ مهمته التي بفضلها أستطيع أن أقول إن أمور نادي الاتحاد ستكون بعون الله جيدة تحت قيادة إدارة باعشن والتميرك أحد أعضائها الفاعلين، الأمر الذي يجعلني أطالب الأمير عبد الله بن مساعد بالتمديد لها لعامين مقبلين.