رحم الله الكيال

فتحت عيني في منزلنا بالبلد في الحبيبة جدة على غازي كيال وهو يرتاد منزلنا بشكل شبه يومي بصحبة شقيقي وأستاذي الدكتور أمين ساعاتي، حيث كانت تربطهما علاقة وطيدة على وزن (رب أخ لك لم تلده أمك)، هذه العلاقة الأخوية التي بدأت في نادي الاتحاد عندما كان الثنائي يرتديان الشعار الأصفر والأسود ثم بعد ذلك ترافقا في العمل الصحفي الرياضي والتحكيم، وامتدت عبر عقود من الزمان ولكن كتب لها أن تتوقف أخيراً بانتقال أبي فيصل إلى جوار ربه.


غازي كيال قدم خدمات جليلة للكرة السعودية، حيث اختير للمنتخب بعدما برز في صفوف الاتحاد في السبعينات والثمانينات الهجرية كمدافع صلب يتميز بتسديداته القوية فساهم في تحقيق العديد من الإنجازات العملاقة التي دونت بماء من ذهب في سجل إنجازات عميد الأندية السعودية ثم بعد اعتزاله اللعب توجه إلى الصحافة الرياضية ومنها إلى التحكيم الذي برز فيه بشكل لافت حتى أصبح الأبرز في القارة الآسيوية، وعند فراغه انضم إلى العمل الإداري حيث أشرف على كرة الاتحاد وحقق أيضا إنجازات كبيرة.


واليوم ونحن نودع أبا فيصل ـ رحمه الله ـ إلى مثواه الأخير أتساءل، ألا يستحق من خدم الرياضة عبر عقود من الزمان وضحى من أجلها بالكثير وبذل في سبيلها الجهد والعناء بعض التقدير من خلال تكريم ولو مبسط نجسد فيه مفهوم الوفاء؟ هو مقترح أتمنى أن يجد أصداء لدى أصحاب القرار، بحيث يتم تكريم من خدم الرياضة السعودية على وجه العموم كل دورة لمجلس إدارة اتحاد الكرة.
وختاماً أسأل المولى عز وجل أن يتغمد غازي كيال برحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).


الاتحاد بدون تسويق
ساعات فقط ونفدت تذاكر مباراة الاتحاد وأتلتيكو مدريد والتي تقام بمناسبة مرور تسعين عاماً على تأسيس عميد الأندية السعودية، هذه هي قيمة الاتحاد التي على ما يبدو أن مسؤول التسويق في النادي لا يعرفها، لذلك آثر تخفيض التذاكر بشكل مبالغ فيه خشية عدم حضور الجماهير، ثم أراد أن يخرج من المأزق بعد نفاد التذاكر بقوله إن التخفيض كان هدية لجمهور الاتحاد. في الحقيقة إن هذه النظرة التسويقية القاصرة أضاعت على الاتحاد ملايين الريالات في وقت هو أحوج ما يكون إلى كل ريال، ولعل الأمر والأدهى أن الفريق وهو يعاني من عجز ومديونيات كبيرة يلعب دون راعٍ رئيسي والموسم شارف على الانتهاء كشاهد آخر على فشل الجهاز التسويقي في نادي الاتحاد.