الاعتذار عن الآسيوية
صدق من قال كل شيء ينمو، فنظرة سريعة على مكونات كوننا الجميل تجعلنا نسلم بهذه الحقيقة التي لم تتوقف عند البشر والشجر والبحر بل امتدت إلى أشياء أخرى كثيرة، فوصلت إلى الديون وبالتحديد ديون الأندية، وأكثر تحديدا ديون نادي الاتحاد، فقد ترك البلوي أخوان النادي في حالة يرثى لها، بل بواقعية قد يجهلها البعض كان العميد في الإنعاش عندما أوصلوا المديونيات إلى خانة مئات الملايين، بعدما أكد الأمير نواف بن فيصل أنها لا تتجاوز السبعين، فأعلن البلوي إبراهيم أنها بلغت مائتين وستين مليوناً، ثم بعد الرفع بالتقرير إلى رئيس الهيئة العامة للرياضة ناطحت الثلاثمائة مليون، هكذا نمو مطرد وبشكل جنوني لم يتوقف حتى اليوم، ولا نعرف متى سيتوقف، وهل سيحاسب المسؤول عنه ؟ ثم بدأت المزايدات على نجوم الفريق، فانتقل العسيري وكاد أن يرحل الفهد، وانتهى دور أعضاء الشرف، وأصبح الإعلام الاتحادي في بعض صفحاته لا يمانع العمل ضد مصلحة الكيان لإرضاء أشخاص، ولن أتطرق إلى عقود الرعاية وتصفير المديونيات وأغنى الأندية وبوصوفة والمباريات الودية الدولية.
ورغم ذلك نجحت إدارة المسعود – رحمه الله – ومن بعده المهندس باعشن، ولن أنسى شرف الدين في تجاوز كل المعوقات التي زرعت في طريقها، واستطاعت باقتدار أن تعيد التوازن لناديها، وهاهو العميد يحقق انتصارات متتالية آخرها يوم أمس الأول على التعاون بقيادة الفهد فهد، الذي كان بالأمس القريب قاب قوسين أو أدنى من مغادرة الكتيبة الاتحادية.. وإلى أين ؟ إلى المنافس التقليدي، ولك أن تتخيل حجم الخسارة التي كان سيتكبدها العميد بمغادرة هذا النجم الأسطوري، ويتواصل العمل المؤسساتي، فيستمر الإتي في تصدر قمة ترتيب الدوري المحلي في أسبوعه الخامس بفارق النقاط وعن جدارة واستحقاق، إن هذه الإنجازات العملاقة التي تحققت في زمن قياسي تجعلنا نقف احتراما للمخلصين الذين كانوا وراءها.
أما عن البطولة الآسيوية، فأقول بواقعية إنه من الأفضل إن لم تكن هناك إمكانيات مالية متاحة أن يتم الاعتذار عنها لسبب بسيط، ألا وهو إن الفريق لا يمتلك المقومات التي تجعله يحرز اللقب وهو المتبغى لكبير آسيا، وليس المنافسة أو المشاركة مثل بعض الفرق الأخرى، فمثلا الدفاع لازال يعاني من خلل واضح لم ينجح المدرب حتى الآن في إيجاد حل له، ولا أتصور أن لديه أدوات تساعده على ذلك، كما أن دكة الاحتياط لا يجلس عليها بديل جاهز وفعال، إضافة إلى أن الأجانب لا يصنعون الفارق في منافسات كبيرة، ففيلانوفيا مسن والعكايشي لم يقدم ما يشفع ولا يبدو أنه راغب في اللعب للاتحاد، إذاً من الأفضل أن تركز الإدارة الاتحادية على المنافسات المحلية وبالتحديد ذات النفس القصير في الوقت الراهن، ليتم العمل في الموسم المقبل على إعداد فريق أكثر جاهزية لخوض منافسات البطولة الآسيوية.