2016-08-21 | 04:26 مقالات

شراء الميداليات الأولمبية

مشاركة الخبر      

لا أبرر إخفاقنا المدوي في ريو 2016 والذي جاء ليؤكد أن الرياضة السعودية بصفة عامة لا زالت تعاني وتحتاج إلى عمل كبير للنهوض بها مجددا يبدأ بتفعيل الكلمات التي أطلقها مخلد العتيبي فور خروجه من الأولمبياد خالي الوفاض عندما أوضح أن الحصول على ميدالية هو مشروع دولة، مشيراً إلى أنها لن تتحقق بالوضع الراهن في إشارة إلى عدم رضاه عن الاستعدادات للمشاركة في الأولمبياد، وشخصياً أرى أنه من الأهمية بمكان تعليق مشاركاتنا في الأولمبياد على أن نعمل ميدانياً وبعيداً عن التنظير على الورق، على نهضة الحركة الرياضية السعودية من خلال إستراتيجية طويلة المدى تبدأ بتفعيل الرياضة المدرسية، ففي الولايات المتحدة الأمريكية وهي التي تتصدر حاليا سلم ترتيب الميداليات الاعتماد الكلي يكون على المدارس والجامعات وهي بلد مترامي الأطراف وفي نفس الوقت يمتد العمل إلى تشييد الأكاديميات ومراكز الأحياء الرياضية والأندية الرياضية المتخصصة بدلا من تحميل الأندية أعباء الألعاب اتلفة إضافة إلى الأنشطة الثقافية الرياضية.

أما قضية التجنيس المقزز والذي أرى أنه عبارة عن شراء الميداليات الأولمبية ولا أعلم حقيقة هل تتحرك المشاعر الوطنية عندما تحقق أونيس ميدالية أو يحرز رفائيل هدفا وبعدها يشير بيده (الاب والابن والروح القدس)، ومن ثم يجري مقابلة بغير اللغة العربية في الوقت الذي تتناقل فيه وسائل الإعلام المغلوبة على أمرها خبر تحقيق سيرجيو الميدالية الأولى للعرب استخفافا بعقل المتلقي.

وفي المقابل فإننا طالبنا كثيرا بالاستفادة من المواليد ولقد اتخذت الهيئة العامة للرياضة خطوة إيجابية في هذا الاتجاه عندما وافقت على إشراك المواليد في دوري الدرجة الأولى وأتصور أنه قد آن الأوان للتوسع في هذا الاتجاه من خلال زيادة عدد اللاعبين المواليد في الأولى إلى ثلاثة ومنح أندية المحترفين فرصة ضم واحد ذلك مع تشريع الأبواب كلها أمام الموهوبين من المواليد في الألعاب الرياضية الأخرى التي وصلت إلى مرحلة يرثى لها ولا تليق إطلاقاً باسم مملكتنا الحبيبة.

من الأولمبياد

بتواضع قال بولت أتمنى أن يدون اسمي ضمن قائمة أساطير الرياضة وهو الذي نجح في تحقيق ذهبية ال 100 م وال 200 م إضافة إلى التتابع للمرة الثالثة على التوالي وهو إنجاز لم يسبقه إليه أحد من البشر عبر التاريخ، فلقد أثبت الجامايكي أنه ظاهرة رياضية نادرا ما تتكرر وأنه بالفعل بات من أساطير الرياضة.

هادي صوعان كما كان نجماً داخل الميادين ها هو يبدع في التحليل الفني لأم الألعاب حيث كان حضوره مميزا وكلامه منمقاً ومقروناً بمعلومات غنية عن كافة .

الرياضيين المشاركين في ريو 2016 سبحان الله في كل بطولة تتحطم الأرقام التي كانت عندما تحققت وكأنها ضرباً من الخيال لدرجة أن البعض كان يؤكد أنها لن تتحطم أبداً وفي ذلك دليل واضح على تنامي قدرات الإنسان وتطور إمكانياته مع مرور الزمن.

هناك دول لا نعرفها ولا أقول ذلك من باب المبالغة ولكن هي حقيقة ورغم ذلك نجحت في وضع اسمها بأحرف من ذهب في قائمة أبطال الأولمبياد وأخرى بالكاد توفر ضروريات الحياة لشعبها وتفلح في تحقيق ميداليات يتغنى بها العالم أجمع.