2016-07-31 | 02:47 مقالات

خانوك يا عميد

مشاركة الخبر      

تسعون عاما مضت على تأسيس الاتحاد، النادي الذي يعد دون جدل بوابة الحركة الرياضية السعودية، فهو الأول في الوجود الرياضي السعودي ومن خلاله عرفت الألعاب الرياضية المختلفة وعبره دخل التنظيم الإداري للأندية، كما دشنت العضوية الشرفية في ردهاته، وفنون التشجيع هي حرفة اتحادية أساسا، العميد باختصار المشرع للمنهج الرياضي في مملكتنا الحبيبة، وعندما يعتل بالتأكيد العلة ستلقي بظلالها السلبية على المنظومة كاملة، هي حقيقة قد تكون غائبة عن البعض ممن لا يعرفون عن الرياضة سوى القشور.

 

والاتحاد يعاني هذه الأيام من أزمة مالية خانقة صنعها للأسف بعض المحسوبين عليه ممن اؤتمنوا على الكيان، ولكن للأسف لم يكونوا على قدر المسؤولية فراحوا يغرقون النادي، لا أعلم بقصد أو بدون قصد - في ديون قاربت الثلاثمائة مليون ريال وفق بيان الهيئة العامة للرياضة، والرقم لم يتوقف عند هذا الحد بل منذ استلام إدارة المسعود مهامها ظهرت العديد من المطالبات الموقوتة والمضافة للاعبين منتهيي الصلاحية، ولم يقدموا أي شيء للاتحاد أمثال مونتاري والمنتشري وأبوسبعان وأسامة المولد وسيف سلمان والجيزاوي والصبياني وساكولا وماركينهو وترويسي بالإضافة إلى المدرب الجهبز بولوني إلى جوار بعض الأندية كهجر ونجران والعدالة، مما يعني أن العمل في السابق كان على النوتة مجرد عقود تبرم بمبالغ باهظة للاعبين لا يستحقونها ثم تورث لإدارات قادمة كما قيل، فإن صحت هذه الأقاويل فهي بلا شك خيانة للعميد.

 

أجزم بأن كل من شارك في إقحام الكيان الاتحادي أو حتى باركه في مثل هذه الكوارث لايمكن أن يكون محبا له، وفي نفس الوقت اسأل: لماذا تسمح الهيئة العامة للرياضة بتجاوزات مثل هذه ؟ ولماذا تقبل أن يحدث لأحد أندية الوطن التي تمارس نشاطها تحت لوائها ما حدث؟ وبصراحة أقول إننا كنا نتوقع موقفاً أشد قوة من ذلك الذي اتخدته الهيئة في قضية الاتحاد، على اعتبار أن الأندية نظاميا تعتبر من أملاك الدولة ممثلة في الهيئة العامة للرياض، والمساس بها ماليا يعد مساسا بأموال الدولة، ومن هذا المنطلق من المفترض أن يساءل كل متسبب في تراكم هذه المديونيات بهذا الشكل المهول، ليس ذلك فحسب بل من الواجب أن يلزم بسداد الجزء الذي تسبب فيه على أقل تقدير، أما أن تأتي كل إدارة لمرحلة معينة من الزمن وتنفق خلالها دون حسيب أو رقيب ثم ترحل مخلفة أرقاماً فلكية من الديون وراءها بمساءلة، فذلك بلا شك سيؤرق الأندية مما سينعكس سلبا على رياضة الوطن.