أعلن توقفي عن الكتابة
أكثر من عشرين عاماً قضيتها في عالم الصحافة بين حلو ومر ولم أجد في نفسي حرجاً قط أشد من الذي أنا عليه الآن بعدما تم تنصيبي مديراً للمركز الإعلامي ومتحدثاً رسمياً بنادي الاتحاد، فأصبح لزاماً عليّ الكتابة بلونين فقط إما أصفر أو أسود، وأنا الذي كنت أتنقل بين كل الألوان وأختار منها ما يستهويني لأخط كلمات أرى أنها ترمي إلى تحقيق الصالح العام على أقل تقدير من وجهة نظر شخصية وأقر بأنني أخطئ في أحيان.
صاحب الخلق الدمث اللواء محمد بن داخل الجهني رئيس الاتحاد لم يناقشني أو يطلب مني التوقف عن الكتابة على الرغم من أن ذلك قد يتعارض في مرات مع رؤية النادي وكان ذلك بلا شك محل تقدير، ولكن بما أنني أكتسب الصفة الرسمية في العميد بكل فخر وفي المقابل أحترم القارئ بغض النظر عن ميوله وأقدر الجريدة التي منحتني مساحة لتقديم ما يثري عموم الساحة الرياضية كان لزاماً علي الاختيار بين الكتابة أو المركز الإعلامي بنادي الاتحاد .
طبعاً القرار صعب ولكن تفرضه المهنية واحترام الآخر وأجزم بأن للصحافة مكانة كبيرة في نفسي وحب امتد لأكثر من عقدين من الزمان وتربطني من خلالها علاقات رائعة مع أناس تشرفت بمعرفت بعضهم ولم أر بعضهم الآخر، ولكن الاتحاد عشق قديم متوارث يسقط أمامه كل ما غيره، فالاختيار بالتأكيد للاتحاد الكيان الذي استشعرته في ذاتي منذ نعومة أظافري وإلى الغد حتى وإن كان هذا الغد في عالم المجهول لكنه بكل تأكيد لن يكون بدون الاتحاد.
ومن هذا المنطلق ولأنني أجلك عزيزي القارئ وحيث إنني أحترم هذه الصحيفة الغراء التي أدين لها بالكثير وأقدر كل من فيها بدءاً من رئيس التحرير الأخ العزيز سعد المهدي، ومروراً بنائبه الأخ الفاضل عبد الرحمن الجماز، وجميع الزملاء العاملين فيها صغيرهم قبل كبيرهم، أعلن توقفي عن الكتابة حتى تنتفي صفتي الرسمية في نادي الاتحاد.