الإفراط في الثقة
غدا هو يوم للتاريخ يستقطع فيه مليكنا المحبوب عبد الله بن عبد العزيز – يحفظه الله – جزءا من وقته القيم لتكريم شريحة الرياضيين بما يؤكد اهتمام القيادة الحكيمة بقطاع الشباب كما هو الحال بباقي القطاعات الحياتية الأخرى عندما يرعى اللقاء الختامي على كأسه بين فريقي الاتحاد والأهلي ولن أقول لا خاسر بينهما وإنما أجزم بأن المثول أمام أبي متعب والسلام عليه حدث لن يسقطه النسيان من ذاكرة كل من شارك فيه .
فنيا لربما يكون الاتحاد أفضل ولكن هو ديربي وفي مثل هذه المباريات لا يمكن الارتكان إلى المعطيات المسبقة ولي هنا أن أذكر بأحداث عام 1399 ليس ذلك فحسب بل إن الأهلي بتجرد في آخر لقاء جمع بين الفريقين كان الأفضل رغم فوز الاتحاد ناهيك عن الدوافع النفسية التي ستحرك مكامن القوى لدى الأهلاويين الذين سبق لهم خطف بطولتين من اتحاد ديميتري قبل أعوام أربعة ، كل هذه حقائق لا يمكن أن نتجاوزها ونحن نتحدث عن نهائي بهذا الحجم يلتقي فيه قطبي الكرة السعودية على كأس خادم الحرمين الشريفين الذي يعد بلا شك خلاصة الموسم وحصيلة العام .
ولكن في المقابل الاتحاد كبير بمعنى الكلمة وكل أبعادها وما تشمل من معان وبمقدوره أن يتجاوز الأهلي شريطة احترام الخصم وعدم الإفراط في الثقة لا سيما وإن خطوطه تتفوق على خطوط خصمه في الحراسة بوجود مبروك والدفاع بعودة أسامة ونجومية المنتشري والوسط بقيادة العملاق نور والمبدع باولو جورج رغم وجود المميز تيسير في وسط المنافس بينما تتعادل الكفة في الهجوم بمشاركة زياية وهزازي في الاتحاد والحوسني وفيكتور في الأهلي .
اختم بأمنياتي الصادقة أن يقدم نجوم الفريقين مباراة تليق براعيها وتعكس واقع تطور الكرة السعودية وتقدمها والأهم من ذلك ألا تخلو من الروح الرياضية التي عرفت عنا لا سيما وأن اللقاء سينقل عبر الأقمار الصناعية إلى الكثير من دول العالم ، ولي أن أبارك مقدما للبطل بغض النظر عن هويته وأقول للخاسر حظا أوفر في المناسبات القادمة ومبروك لنا جميعا كرياضيين تشريف خادم الحرمين الشريفين مليكنا المحبوب عبد الله بن عبد العزيز أطال الله في عمره وحفظه من كل سوء.