القادة الرياضيون
النجاح لا يتحقق من فراغ أو بمحض الصدفة، وإنما يتأتى إثر خطط وإستراتيجيات ومن ثم عمل دؤوب للوصول إلى الأهداف، والأمير فيصل بن فهد ـ رحمه الله ـ وصل بالرياضة السعودية إلى القمة لأنه نهج هذا الأسلوب المؤسساتي بل وامتدت رؤيته المستقبلية الثاقبة إلى العمل الإداري والهياكل التنظيمية، فتلمس منذ زمن حاجة الرياضة إلى قيادات إدارية تستطيع التعامل مع المستجدات والتفاعل مع المتغيرات فتم إنشاء معهد إعداد القادة.
ولكن للأسف على أرض الواقع فإن هذا المعهد لم يحقق المأمول، وخير دليل على ذلك أن قيادتنا الرياضية ورؤساء اللجان بل وحتى رؤساء الاتحادات هم من خارج أسوار معهد إعداد القادة، ومن هذا المنطلق فإننا بواقعية أمام خيارين، أولهما: إغلاقه وتوفير السيولة النقدية التي تنفق عليه لتغذية أحد بنود ميزانية رعاية الشباب، أو تفعيل دوره بحيث يقدم لنا كفاءات رياضية مؤهلة تسهم في تطوير الرياضة السعودية.
وتلك من وجهة نظر شخصية مشكلة الرياضة السعودية التي عانت في الآونة الأخيرة من خلو الساحة من الرياضيين المؤهلين إدارياً، فأصبح اللغط سيد الموقف، وبات الكل يدلي بدلوه، ولم تعد اللوائح المحلية قادرة على استيعاب الحديث لأنها قديمة قدم تاريخ الحركة الرياضية السعودية، ولم يتوفر من يفهم لوائح الاتحادين الآسيوي والدولي بحذافيرها ومن ثم الاستقاء منها ما يفيدنا محلياً.
ليس ذلك فحسب، بل إن خلو الساحة الرياضية من الرياضيين المؤهلين شرع الباب أمام تخصصات أخرى لاقتحام الوسط الرياضي آخرهم المحامون الذين على ما يبدو وجد العديد منهم ضالته في الرياضة، فراح يتفاعل مع معطياتها بسلبية ليُسهم في تأجيج الشارع الرياضي مع العلم أن قوانين وأنظمة ولوائح الرياضة تختلف تماماً عن تلك التي يدرسها أعزاؤنا المحامين.
الأهلي بطلاً للأبطال
هي ليست دعاية وإنما تصور شخصي، فالأهلي بلاشك فريق كبير وإن تراجع بعض الشيء، وفرق من هذا النوع عندما تتاح لها الفرصة تستثمرها بشكل جيد، ومن هذا المنطلق أتصور أن فرصة الأهلي في تحقيق بطولة كأس الملك للأبطال متاحة وبنسب مرتفعة، فبعدما منح نقاط الذهاب مع الشباب وهو قادر على تجاوزه مرة أخرى في الإياب سوف يجد الطريق أمامه سالكة إلى النهائي، وعندها لن يفرط في الكأس لاسيما وأنه يمتلك مقومات التفوق مثل الدعم الإداري والإنفاق المادي والعناصر المميزة في حين خانه الحظ في كثير من الأحيان ولكن في هذه المرة سينصفه.