قرارات متضاربة ولجان متعاركة
فاصل آخر من مسلسل الصخب في الشارع الرياضي السعودي برز على السطح إثر صدور قرار إيقاف لاعب الهلال رادوي (5) مباريات من قبل لجنتي الانضباط والفنية اعتماداً على تقرير الحكم والمراقب والذي تضمن ارتكاب اللاعب لسلوك مشين تجسد في الاعتداء على لاعب الوحدة بالضرب دون كرة واستناداً إلى المادة (41) والمادة (9) الفقرة الثانية من لائحة العقوبات.
وبعيداً عما أثير حول (أبضاي الحارة) جاءت ردود الفعل مشحونة بعضها بدافع التعصب، والبعض الآخر بدافع التحامل، وقليل جدا من اعتمد على المنطق، إن ما أثار حفيظتي هو تضارب وتعارض مهام لجنتي الانضباط والفنية، فمن غير المعقول ولا المقبول صدور قرارين مختلفين من لجنتين تابعتين لمرجعية واحدة ألا وهي اتحاد الكرة بخصوص قضية واحدة، ولعل الأغرب من ذلك تفعيل القرارين بصـــــــيغة (المضاف إليه) بما يتنافى حتى مع المنطق، وكي لا يتكرر ذلك مستقبلاً فمن المفترض أن تدمج اللجنتان، أو أن توحد الجهة التي تتخذ القرارات المتعلقة بأحداث المباريات منعاً للازدواجية.
ليس ذلك فحسب، بل إن تضارب مهام اللجان يتزامن مع تشابه مواد لائحة العقوبات إلى حد كبير وذلك ما أشار إليه رئيس اللجنة الفنية في خضم حديثه عن الحدث وذلك يبدو جلياً بين المواد (41 و42 و43)، حيث كان من الممكن أن تضاف غرامة مالية أو أن تصل العقوبة إلى الإيقاف (6) مباريات أو أقصاها أي الشطب، وعلى ضوء ذلك فمن الواجب أن تكون الرؤية واضحة ومفصلة عندما يتعلق الأمر بمعاقبة لاعبين تدفع الأندية مبالغ طائلة للتعاقد معهم.
وفي الواقع أعاتب كمحب وأقول: إنني أستغرب انفعال رئيس الهلال غير المبرر مع القضية، وهو من عرف بأخلاقه الرياضية وكلامه الرزين، حيث هدد قبل صدور القرار وبعد صدوره حط من قدر أناس اجتهدوا وإن أخطؤوا وهو الذي أقر بفداحة فعل رادوي عندما وصفه بالحماقة رافضاً الاقتصاص للذات كما هو معمول به في مسلسل باب الحارة، ومن ثم أقحم قضايا سياسية في الشأن الرياضي عندما تحدث عن مجلس الأمن ومحكمة الحريري بشكل غير لائق وليس موضوعياً حتى وإن حقق مردوداً إيجابياً تجسد في تقليص العقوبة إلى ثلاث مباريات ولا أتصور أن الروماني يستحق أكثر من ذلك.