شكراً شباب وشابات جدة
أستميحك عزيزي القارئ عذرا للحديث اليوم عن معشوقتي جدة بعيدا عن الرياضة وشجونها وهي التي عانت الأمرين من جراء أمطار يهطل مثلها في كل يوم على دول متواضعة في إمكانياتها وقدراتها دون أن تتضرر، وإيماء لمصابنا الجلل أكد أمير منطقة مكة المكرمة أن شبكة تصريف مياه الأمطار في جدة لا تتجاوز 10% فقط ومن جانبه قدم المحافظ اعتذاره لسكان هذه المدينة الحالمة مشيرا بشفافية متناهية إلى أن الإمكانيات المتاحة أقل من مواجهة الحدث أما الدفاع المدني فهو غير متمرس ولا يملك تجربة في هذا الشأن رغم محاولاته في حين غاب دور المرور والشرطة أما الأمانة فبصراحة حدث ولا حرج.
وفي خضم ذلك قدم المتطوعون من الشباب والشابات مثالا يحتذى في التضحية من أجل الوطن عندما ساهموا بفاعلية في تخفيف وطأة الحدث على الأهالي حيث قاموا بتنظيم السير وإغاثة المتضررين وإنقاذ المنكوبين وتقديم النصائح عبر الانترنت حول الطرق المغلقة والأخرى الأقل تأثيرا وكافة المستجدات والأحداث المتلاحقة فلهم كل الشكر والتقدير على هذه الجهود المضنية والتي بصراحة تبعث على الفخر والاعتزاز بشباب وشابات كنا نظن أنهم بمنأى عن المسئولية وأثبتت المعطيات أنهم أهل لها.
ولعل ما يثلج الصدر اهتمام القيادة الحكيمة بجدة وأهلها حيث كانت أولوية على طاولة مجلس الوزراء كما وجه خادم الحرمين الشريفين ونائبه بتكوين لجنة ترأسها النائب الثاني لمواجهة ما تعرضت له جدة الأسبوع الماضي وخرجت بمعطيات عديدة أهمها الجزاء الرادع للمقصرين وإزالة آثار الكارثة سريعا وتحديد الأسباب واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم تكرارها مستقبلا.
وفي تصوري أن الحل الأمثل لمعضلتي الصرف والتصريف اللتين عاصرناهما منذ نعومة أظافرنا عندما كنا أطفالا وكانت الحفريات تجوب شوارع أحياء جدة القديمة من أجل بناء شبكتي الصرف والتصريف وحتى الآن وفقدنا الثقة إثر ذلك في الجهات المسئولة عنهما، يتجسد في التعاقد المباشر من خلال الجهة السياسية العليا مع شركات عالمية متخصصة (أمريكية، ألمانية وإنجليزية) لتقوم بهذه المهمة الشاقة والتي مضى عليها نحو خمسين عاما ولا زلنا نتجرع ويلاتها رغم المليارات التي رصدت للقضاء عليها دون جدوى شريطة أن تكون هذه الجهة مرجعية لهذه الشركات.