يمن الخليج
يقولون إن اليمن استمدت اسمها من اليمنات أو الخير ولربما اليمن أي الجود أو البركة أو استناداً إلى كونها على يمين الكعبة أو نسبة إلى أيمن بن يعرب وأياً كان حتى وإن كانت يمن الخليج فإنها بلا شك أصل العرب، ومهداً لحضارات إنسية أبرزها سبأ وهي قديمة يصل قدمها إلى ما قبل الميلاد بما لا يقل عن عشرة قرون وفي ظل مكانتها ذكرت في القرآن الكريم ومن قبل ذلك في التوراة وكانت حاضرة في التاريخ الإغريقي ولم يسقطها المؤرخون الرومانيون.
هكذا اقتطعت اليمن السعيد جزءاً لها من تاريخ البشرية فكانت حضارة يشار لها بالبنان، ذلك كان في الماضي، أما الحاضر فرغم كل ما تمر به إلا أنها حاضرة في كل المحافل بما فيها المحفل الرياضي حيث أكد أبناء اليمن قبل أيام ومن خلال حفل افتتاح خليجي (20) أنهم ماضون صوب حضارة تضاهي تلك التي كانت في عصور مضت من خلال التنظيم الرائع والتناغم في الأداء واللوحات المعبرة.
أما على المستوى الفني فإن المنتخب اليمني بلا شك شهد تطوراً ملموساً في مستواه وعلى ضوء ذلك لم يكن ليهزم برباعية لولا الاندفاع والحماس الزائد الذي أسقط المضيف بنتيجة بواقعية لم يكن يتوقعها أحد رغم أن الخصم هو العملاق الأخضر، عموماً للأشقاء في اليمن أقول إن التطور الكروي يمر بمراحل عديدة ولا يمكن أن يتأتى بسهولة ولعل نظرة واحدة تكفي على المنتخبات الخليجية المختلفة فكلها شهدت تطوراً كبيراً في مستواها وأصبحت تنافس وتزاحم على الألقاب الإقليمية والقارية وإنني لعلى يقين من أن الكرة اليمنية كذلك ستلحق بالركب وتتقدم مع مرور الوقت.
وعلى ضوء عطاءات الجولة الأولى أستطيع القول إن المنتخب العماني مؤهل للحفاظ على لقبه، كما أن العراقي جدير بالمنافسة على اللقب وكلاهما تعادل في مباراته الافتتاحية الأول مع البحرين والثاني مع الإمارات ولكن الأفضلية وبواقعية كانت لهما، وفي المجموعة الأولى خطف الكويتي فوزاً مهماً من أمام القطري بمستوى متوسط، في حين ضرب السعودي بقوة وهما اللذان سيلتقيان اليوم وعلى ضوء نتيجتهما ستتحدد هوية المتأهلين للمرحلة التالية في حين أن قطر ستلاقي صعوبة عندما تلتقي المستضيف والطامع في التعويض، كل التوفيق أتمناه للأشقاء الخليجيين في عرسهم الكروي الجميل.
ميداليات عربية بنكهة أفريقية
نتطلع بشغف لتحقيق الألقاب والإنجازات في كل محفل رياضي ونمني النفس بميداليات ترفع من أسهم الرياضة السعودية ولكن أن يتحقق ذلك على يد (فيبي، وماريا، وجيمس) فذلك أمر نرفضه البتة لأن الجنسية السعودية عزيزة على أنفسنا وبالتالي لا يمكن أن نمنحها لمن هب ودب بما في ذلك من لا ينطقون بالعربية من أجل أن يحققوا لنا منجزاً رياضياً زائفاً امتد إلى خليجي اليمن، أقول ذلك وأنا من أكثر المنادين بالاستفادة من المواليد وأصحاب المنشأ لأنهم بعيداً عن المكاسب الوقتية سواء كانت على الصعيد الرياضي أو غيره يستحقون الحصول على جنسية البلد الذي ولدوا أو نشأوا وترعرعوا فيه كما هو معمول به في كل دول العالم، ذلك بطبيعة الحال في إطار ضوابط وشروط تفرضها ثوابت المواطنة الصالحة.
فلو لاحظنا أن الميداليات العربية التي تحققت في أولمبياد آسيا الذي تستضيفه الصين حاليا معظمها تحققت على يد رياضيين من أفريقيا وغيرها يحملون جنسيات دول أخرى لتنتفي العدالة وتكافؤ الفرص بل وحتى التنافس الشريف، عموماً ذلك لا يعنينا فما يعمله الأمير نواف بن محمد أكثر من رائع وهو للإنصاف صانع أمجاد ألعاب القوى التي قد تتراجع بعض الشيء في بعض الأحيان ولكنها تظل حاضرة وبقوة في المنافسات الرياضية والأجمل أن هناك عملاً متواصلاً يتواكب مع إنفاق ضخم وجهد منقطع النظير يجعلنا نتحين مستقبلاً مشرقاً لأم الألعاب فله ولجميع العاملين معه منا كل الشكر التقدير، ولن أغفل الفروسية التي لا تغيب أبداً عن الإنجازات وترفع رؤوسنا عالياً في كل المحافل بما فيها العالمية ولعل آخرها ذهبية الأولمبياد الآسيوي للفرق وكذلك ذهبية الفردي للدهامي والبرونزية للعيد، ولن أتحدث عن الألعاب الأخرى فلقد مللنا ولا أعلم متى يملون هم ويتركون المجال لغيرهم.