مساءلة القمباز
آمل ألا تكون لجنة المنشطات اتخذت موقف الضد من غالي وابتعدت كثيراً عن رسالتها السامية والمتجسدة في حماية اللاعبين من آفة المنشطات وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والحرص على العدالة في مزاولة الأنشطة الرياضية وراحت تجند كل طاقاتها من الاستعانة بمحامين والاستئناس برأي اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات وهي التي أقرت براءة حسام من جنحة تعاطي المنشطات مسبقاً، ولعل الأمر والأدهى إبقاء اللجنة على إيقاف حسام فقط لحفظ ماء الوجه وليس كما أعلن لانتظار رد اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات فذلك أمر قد حسم كما أسلفت.
وللأسف فإن لجنة المنشطات بقيادة الدكتور القمباز لم تكترث لانعكاسات ما فعلته باللاعب على الصعيد النفسي والفني والاجتماعي، فنحن إطلاقاً لا يمكن أن نناصر من يرتكب جنحة أياً كان نوعها صغرت أم كبرت بما في ذلك تعاطي المنشطات ولكن في المقابل فإننا نرفض إصدار الحكم قبل أن تثبت الإدانة وفق مقولة المتهم بريء حتى تثبت إدانته ليس ذلك فحسب بل إن أمانة المهنة كانت تتطلب عدم إفشاء أي معلومة ما لم تحسم القضية ولجنة المنشطات تجاوزت كل ذلك وراحت تشهر باللاعب قبل أن تثبت إدانته في حين آثر النجم المصري حسام غالى لإيمانه ببراءته وثقته بذاته بالبحث عن الحقيقة في الرياض ثم ماليزيا وأخيراً ألمانيا حيث أثبتت الكشوفات براءته من هذه الجنحة المزعومة وأمام ذلك لوّح مدير أعمال اللاعب المصري بأنه سيقاضي المتسبب في ذلك - و هو من أبسط حقوقه - ، وبالإضافة إلى انعكاسات الأحداث على شخص حسام فإن مصر كانت معرضة للمساءلة إثر تناول أحد لاعبيها لمنشطات وهو الذي شارك في تحقيق إنجاز باسم البلد عندما فاز المنتخب المصري الشقيق ببطولة إفريقيا، بل وقد تضرر ناديه النصر جراء ذلك وهو الذي دفع مبالغ طائلة للتعاقد معه إثر تغيبه عن المشاركة في مباريات عديدة كان آخرها يوم أمس الأول أمام الهلال، كما أن مستقبل اللاعب كان على المحك إذا ما كانت العقوبة ستمتد لعام أو اثنين.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فمن حق اللاعبين الآخرين أمثال الكويكبي والمولد وسيدو الاستئناف للبحث عن براءتهم ويجب على لجنة المنشطات مساعدتهم في هذا السياق لا الوقوف أمامهم لمجرد درء اللوم ، ثم نود أن نسأل الدكتور القمباز ختاماً عن مدى دقة أجهزة مختبر الرياض وهل صحيح ما أثير حول مختبر ماليزيا وأخيرا لو خُيّر رئيس اللجنة الموقر بإجراء فحوصات هل سيختار أوروبا أم الشرق الأقصى ؟!
هلال رائع ونصر جميل
شيء غريب فعلا إذا كان النصر رغم الغياب الكبير والمؤثر قادر على أن يقدم مستوى رائعاً كما فعل في الشوط الثاني لماذا لم يظهر إطلاقا في الأول؟ فقياسا على عطاء الشوط الثاني النصر كان مؤهلا للتأهل وليس فقط الفوز حيث سيطر على مجريات اللعب وشهدت خطوطه تناسقاً في الأداء وفاعلية في اللعب وسجل أهدافاً جميلة، ولكن كرة القدم شوطان في الأول أبدع الهلال كما كان متوقعاً وأتخم الشباك النصراوية بأهداف كانت كفيلة بحسم اللقاء بل والحصول على ورقة التأهل دون الالتفات إلى مباراة الإياب فالنصر وإن اكتملت صفوفه لا أتصور أنه سيهزم الهلال بثلاثة أهداف في المباراة الثانية .
إجمالا كان اللقاء هو الأجمل في هذا الموسم من حيث الإثارة والندية والمتعة فللهلال والنصر كل الشكر والتقدير على ما قدماه ولنا موعد مع الفصل الثاني من التشويق في مباراة الإياب التي أتمنى فقط ألا تخرج عن الروح الرياضية، وفي هذا الجانب أقول لسامي أنت تنقص من رصيدك الذي صنعته عندما كنت لاعباً لدى الرياضيين من خلال تصرفاتك الرعناء في بعض الأحيان، ثم أستفسر فقط هل الدخول إلى أرض الملعب أصبح مسموحاً أم هو استثناء لسامي الجابر الذي يبدو أنه تعوّد على الدخول إلى أرض الملعب دون حسيب.