الميزان العادل للمونديال
التقارير الإعلامية على مختلف المنصات هذه الأيام مزدهرة بالقصص والمعلومات والأرقام، كأس العالم الذي سينطلق الخميس المقبل في روسيا مهرجان كبير للمعرفة والتشويق والفخر أيضًا.
ما بين التأهل ولعب المونديال فرصة لتسويق أشياء كثيرة عن المنتخبات والمدربين والنجوم، كذلك يمكن القراءة المتأنية بعيدًا عن الأفكار التي لا أصل لها أو لا طائل منها، خلال هذه الفترة تتأكد من خطأ فكرة أن التأهل للمونديال ليس بالمهم ما لم تتبعه مستويات ونتائج تتحقق، كل التقارير كانت مهتمة بالمنتخبات المتأهلة تتابعها لحظة بلحظة وتمايز بينها بعدد مرات الوصول قبل أي شيء آخر!
ثمانية منتخبات عربية فقط وصلت إلى المونديال عبر تاريخه، المنتخب السعودي مع التونسي والمغربي الأكثر بخمس مرات والمنتخب المصري من شارك أول مرة والجزائري له سبق الوصول إلى دور الـ16، أو الكويتي أول عرب آسيا، إذا اعتبرنا أن المونديال تاج المسابقات الكروية فالمنتخب السعودي بهذا العدد من المشاركات بات من زواره المرحب والمعترف بهم على ساحته منذ 1994، وما يمكن أن يغنمه من الحضور أضعاف ما يريده له بعضهم ممن اشترطوا التأهل بتحقيق شيء هو في الواقع غير مضمون، ولا يمكن أن يكون مضموناً.
كرة القدم في الأصل لا وجه معروفًا لها، وقلت إن سبب ذلك أنها مستديرة، البرازيل تنظم المونديال 2014 على أرضها وتسقط بشكل مريع ومخزٍ أمام ألمانيا 1ـ7، ووصف المخزي والمريع هذا يمكن أن نقوله لأحد المنتخبين السعودي أو المصري لو تلقى أحدهما الخسارة من الآخر بذات النتيجة، وقس على ذلك متى حدث هذا الفرق الكبير في النتيجة مع فريقين متقاربين في القوة والإمكانات، إلا أنها يجب أن تكون نتيجة عادية أو غضبها لا يدوم على أكثر تقدير متى كان خلاف ذلك.
منتخب بولندا الذي سيشارك في نسخة المونديال 2018 كان غائبًا عن النسختين الماضيتين في جنوب إفريقيا والبرازيل، وتقول عنه التقارير الصحفية إنه منتخب صاحب تاريخ صغير على الرغم من أنه كان الحصان الأسود 1982 في مونديال إسبانيا، واحتل حينها الترتيب الثالث تمامًا كما هو حال السنغال الذي صعق الفرنسيين حاملي اللقب وأخرجهم من دور المجموعات 2002 وكرواتيا التي بلغت دور ربع النهائي أمام ألمانيا واكتسحتهم بثلاثية 1998.. منتخبات أخرى حققت مفاجآت مدوية حفظه لها تاريخ المونديال ما كان سيتم لو لم تتأهل في الأساس وحينها لم يكن مشروطًا بتحقيق شيء ما محدد!