لكن.. شكرا لكم
لو نتعلم أمرًا واحدًا من مشاركتنا في مونديال روسيا 2018 لاخترت أن يكون "الصبر"، به يمكن أن نقف في الملعب وأن نعود بعد اهتزاز الشباك، وبه يمكن أن نحقق هدف الفوز القاتل كما فعلنا أمس في مباراة مصر!
الصبر سيلغي سباق الانتقاد والشتم والسب الذي يقام قبل وأثناء وبعد كل مباراة لمنتخبنا، منذ أن بدأنا نحرز الانتصارات ونحقق الإنجازات، والصبر سيعطي لمن يتولون مسؤولية المنتخب فرصة للعمل وتجربة الخطأ والصواب للمدربين واللاعبين، والصبر سيقلص من أعداد المستفيدين من الأزمات والمولولين ويشجع أصحاب الرأي المتأني المدروس ولو لم يصب.
عدنا للفوز في المونديال منذ آخر مرة أمام بلجيكا 94م، وتخلصنا من صفرية النقاط 2002م أو النقطة الواحدة 1998ـ 2006م، وسجلنا هدفين بعد آخر هدف مونديالي 2006م، وثبت علو كعب الكرة السعودية موندياليًّا في ثالث مواجهة عربية بعد فوز على المغرب 2ـ1 "94" وتعادل مع تونس 2ـ2 "2006"، وأنصفت الكرة لاعبينا الذين لعبوا تحت ضغط رهيب مارسه الجميع عليهم.
واصل المدرب الأرجنتيني "بيتزي" فلسفته ولعب بنفس العناصر وذات الطريقة والخطة وكسب الرهان، حين لم يرضخ للعب بطريقة دفاعية تقليدية بالاعتماد على محوري دفاع "تمت تسميتهما له من بعضهم"، واستطاع عطيف والمقهوي وسلمان وسالم وهتان وأمامهم المولد أن يكسب الأرض وأن يحفظ توازن الفريق، وأن يعطي صورة جيدة عن كرة قدم سعودية متطورة، لا تعتمد على قطع الكرات وتشتيتها بفضل مهارة العناصر التي اختارها لتنفيذ هذه الفلسفة.
بيتزي يرى أن قوة المنتخب في وجود لاعبين يمتلكون القدرة على التمرير والتحرك دون كرة وتبادلها والاستحواذ فترات أطول عليها، وهذا يعطل إمكانية مهاجمتك من الخصم ويهيئ الفرصة لبناء هجمات مضادة، وهي كما يرى أسلم من لاعبين يقطعون الكرة ولا يسيطرون عليها فتعود مرة أخرى في سلسلة ضغط تنتهي باستقبال أهداف وارتكاب أخطاء بالجملة، أمس أمام المنتخب المصري ظهرت لنا القيمة الفنية للاعب السعودي التي يمكن أن تغيب في مرات لكنه لا يفتقدها كما حاول أن يحكم عليها بعضنا!
جهد وتعب استمر طيلة أكثر من عامين حاول خلالهما كل من لهم مهمة القيام بها جيدًا، نجح بعضهم وفشل بعضهم الآخر وتحقق شيء مما تمنيناه "الوصول للمونديال بعد غياب وتسجيل أهداف وكسر عناد الانتصارات" شكرًا للجميع!